كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 40
الأحزاب : ( 16 ) قل لن ينفعكم . . . . .
) قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل ( لن تزدادوا على آجالكم
) وإذا لا تمتعون ( في الدنيا ) إلا قليلا ) [ آية : 16 ] يعني إلى آجالكم القليل لا تزدادوا
عليها شيئاً .
الأحزاب : ( 17 ) قل من ذا . . . . .
) قل من ذا الذي يعصمكم من الله ( يعني يمنعكم من الله ) إن أراد بكم سوءا ( يعني
الهزيمة ) أو أراد بكم رحمة ( يعني خيراً وهو النصر يقول : من يقدر على دفع السوء
وصنيع الخير ، نظيرها في الفتح : ( قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا ) [ الفتح : 11 ] ، ثم قال عز وجل : ( ولا يجدون لهم من دون الله وليا (
يعني قريباً فينفعهم ) ولا نصيرا ) [ آية : 17 ] يعني مانعاً يمنعهم من الهزيمة ، إن أراد بكم
سواء أو أراد بكم رحمة .
تفسير سورة الأحزاب من الآية ( 18 ) إلى الآية ( 20 ) .
الأحزاب : ( 18 ) قد يعلم الله . . . . .
) قد يعلم الله المعوقين منكم ( وذلك أن اليهود أرسلوا إلى المنافقين يوم الخندق ،
فقالوا : ماذا الذي حملكم أن تقتلوا أنفسكم بأيدي أبي سفيان ومن معه فإنهم إن قدروا
هذه المرة لم يستبقوا منكم أحداً ، أنا نشفق عليكم ، إنما أنتم إخواننا ، ونحن جييرانكم ،
)( والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ( فأقبل رجلان من المنافقين عبد الله بن أبي ، ورجل من
أصحابه على المؤمنين يعوقنهم ويخوفونهم بأبي سفيان ومن معه ، قالوا : لئن قدروا عليكم
هذه المرة لم يستبقوا منكم أحداً ، ما ترجون من محمد ؟ فوالله ما يرفدنا بخير ، ولا عند ه
خير ما هو إلا أن يقتلنا هاهنا وما لكم في صحبته خير ، هلم ننطلق إلى إخواننا وأصحابنا
خير ما هو إلا أن يقتلنا هاهنا وما لكم في صحبته خير ، هلم ننطلق إلى إخواننا وأصحابنا
يعنون اليهود ، فلم يزد قول المنافقين للمؤمنين إلا إيماناً وتسليماً واحتساباً ، فذلك قوله عز
وجل : ( قد يعلم الله المعوقين منكم ( يعني عبد الله بن أبي وأصحابه ، ويعلم القائلين
لإخوانهم يعني اليهود حين دعوا إخوانهم المنافقين حين قالوا هلم إلينا .
ثم قال : ( ولا يأتون ( يعني المنافقين ) البأس ( يعني القتال ) إلا قليلا ) [ آية :

الصفحة 40