كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 400
اليمين وعن الشمال عزين ) [ آية : 37 ] يعنى حلقاً حلقاً جلوساً لا يدنون من النبي ( صلى الله عليه وسلم )
فينتفعون بمجلسه .
المعارج : ( 38 ) أيطمع كل امرئ . . . . .
ثم قال : ( أيطمع كل امرئٍ منهم ( يعنى قريشاً ) أن يدخل جنة نعيم ) [ آية : 38 ]
كل واحد منهم يقول :
إن لي في الجنة حقاً ، يقول : ذلك استهزاء ، يقول : أعطى منها ما
يعطى المؤمنون ، يقول الله تعالى :
المعارج : ( 39 ) كلا إنا خلقناهم . . . . .
) كلا ( لا يدخلها ، ثم استأنف فقال :
لما كذبوا
بالغيب ) إنا خلقنهم مما يعلمون ) [ آية : 39 ] خلقوا من نطفة ، ثم من علقمة ، ثم من
مضغة ، ثم قال
المعارج : ( 40 ) فلا أقسم برب . . . . .
) فلا أقسم ( يقول أقسم ) برب المشرق والمغرب ( وهو مائة وثمانون
مشرقاً ، ومائة وثمانون مغرباً فيها ، فأقسم الله تعالى بالمشارق والمغارب ، فقال : ( إنا
لقدرون ) [ آية : 40 ]
المعارج : ( 41 ) على أن نبدل . . . . .
) على أن نبدل خيراً منهم ( يعنى على أن نأتى بخلق أمثل منهم ، وأطوع
لله منهم ، وأرضى منهم ، ثم قال ) وما نحن بمسبوقين ) [ آية : 41 ] يعنى وما نحن بمعجزين
إن أرد ذلك .
تفسير سورة المعارج من الآية ( 42 ) إلى الآية ( 44 ) .
المعارج : ( 42 ) فذرهم يخوضوا ويلعبوا . . . . .
) فذرهم ( خل عنهم يا محمد ) يخوضوا ( في الباطل ) ويلعبوا ( يعنى ويلهوا في
دنياهم ) حتى يلقوا يومهم ) ) في الآخرة ( ( الذي يوعدون ) [ آية : 42 ] العذاب ، ثم أخبر عن
ذلك اليوم الذي يعذب فيه كفار مكة فقال تبارك اسمه :
المعارج : ( 43 ) يوم يخرجون من . . . . .
) يوم يخرجون من الأجداث ( يعنى
القبور ) سراعاً ( إلى الصوت ) كأنهم إلى نصبٍ يوفضون ) [ آية : 43 ] يقول كأنهم إلى علم
يسعون إليه قد نصب لهم
المعارج : ( 44 ) خاشعة أبصارهم ترهقهم . . . . .
) خاشعةً أبصرهم ( يعنى خافضة أبصارهم ذليلة عند معاينة النار
) ترهقهم ذلةٌ ( يعنى تغشاهم مذلة ، يقول : ( ذلك ( الذي ذكر من أمر القيامة ) اليوم
الذي كانوا يوعدون ) [ آية : 44 ] فيه في الدنيا العذاب ، وذلك أن الله أوعدهم في الدنيا على
ألسنة الرسل أن العذاب كائن لما كذب كفار مكة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال الله عز وجل :
( فذرهم ( يعنى قريشاً يعنى فخل عنهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي
يوعدون العذاب فيه .

الصفحة 400