كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 407
قوله تعالى : ( فلا يخاف ظلما ) [ طه : 112 ] أن ينقص من حسناته كلها ، ولا هضماً
أن يظلم من حسناته
الجن : ( 14 ) وأنا منا المسلمون . . . . .
) وأنا منا المسلمون ( يعني المخلصين ، هذا قول التسعة ) ومنا
القسطون ( يعني العادلين بالله وهم المردة ) فمن أسلم ( يقول : فمن أخلص لله عز
وجل من كفار الجن ) فأؤلئك تحروا رشداً ) [ آية : 14 ] يعني أخلصوا بالرشد .
تفسير سورة الجن من الآية ( 15 ) إلى الآية ( 18 ) .
الجن : ( 15 ) وأما القاسطون فكانوا . . . . .
) وأما القسطون ( يعني العادلين بالله ) فكانوا لجهنم حطبا ) [ آية : 15 ] يعني وقوداً
فهذا كله قول مؤمنى الجن التسعة ، ثم رجع في التقديم إلى كفار مكة فقال :
الجن : ( 16 ) وأن لو استقاموا . . . . .
) وألو
استقموا على الطريقة ( يعني طريقة الهدى ) لأسقينهم ماءً غدقاً ) [ آية : 16 ] يعني كثيراً
من السماء ، وهو المطر ، بعد ما كان رفع عنهم المطر سبع سنين ، فيكثر خيرهم
الجن : ( 17 ) لنفتنهم فيه ومن . . . . .
) لنفتنهم فيه ( يقول لكي نبتليهم فيه بالخطب ، والخير ، كقوله في سورة الأعراف : ( ولو أن أهل القرى آمنو ( يقول : صدقوا ) واتقوا لفتحنا عليهم بركات السماء ) [ الآية :
96 ] يعني المطر والأرض ، يعني به النبات .
ثم قال : ( ومن يعرض عن ذكر ربه ( القرآن ) يسلكه عذابا صعدا ) [ آية : 17 ] يعني
شدة العذاب الذي لا راحة له فيه
الجن : ( 18 ) وأن المساجد لله . . . . .
) وأن المسجد لله ( يعني الكنائس والبيع والمساجد
لله ) فلا تدعوا مع الله أحدا ) [ آية : 18 ] وذلك أن اليهود والنصارى يشركون في
صلاتهم في البيع والكنائس ، فأمر الله المؤمنين أن يوحدوه .
الجن : ( 19 ) وأنه لما قام . . . . .
ثم رجع إلى مؤمني الجن التسعة فقال : ( وأنه لما قام عبد الله ( يعني النبي ( صلى الله عليه وسلم )
) يدعوه ( يعني يعبده في بطن نخلة بين مكة والطائف ، ) كادوا يكونون عليه لبدا ) [ آية :
19 ] يقول :
كادوا أن يرتكبوه حرصاً على حفظ ما سمعوا من القرآن ، تعجباً ، وهم الجن
التسعة ، ثم انقطع الكلام ، قال عز وجل :
الجن : ( 20 ) قل إنما أدعو . . . . .
) قل إنما أدعوا ربي ( وذلك أن كفار قريش
قالوا للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) بمكة : إنك جئت بأمر عظيم لم نسمع مثله قط ، وقد عاديت الناس كلهم ، فأرجع عن هذا الأمر فنحن تجيرك ، فأنزل الله تعالى : ( قل إنما أدعوا ربي ولا أشرك به
أحداً ) [ آية : 20 ] معه
الجن : ( 21 ) قل إني لا . . . . .
) قل ( لهم يا محمد ) إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا ) [ آية :
21 ] يقول : لا أقدر على أن أدفع عنكم ضراً ولا أسوق إليكم رشداً ، والله يملك ذلك
كله
الجن : ( 22 ) قل إني لن . . . . .
) قل إني لن يجيرني من الله ( يعني يمنعني من الله ) أحد ولن أجد من دونه ملتحدا (

الصفحة 407