كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 41
18 ] يعني بالقليل إلا رياء وسمعة من غير احتساب ، ثم أخبر عن المنافقين ، فقال تعالى :
الأحزاب : ( 19 ) أشحة عليكم فإذا . . . . .
) أشحة عليكم ( يقول : أشفقة من المنافقين عليكم حين يعوقونكم يا معشر المؤمنين ،
ثم أخبر عنهم عند القتال أنهم أجبن الناس قلوباً وأضعفهم يقيناً وأسوأهم ظناً بالله عز
وجل ) فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف ( وجاءت الغنيمة ) سلقوكم ( يعني رموكم ، يعني عبد الله بن أبي وأصحابه ،
يقول : ( بألسنة حداد ( يعني ألسنة سليطة باسطة بالشر يقولون : أعطونا الغنيمة فقد
كنا معكم فلستم بأحق بها منا ، يقول الله عز وجل : ( أشحة على الخير ( يعني الغنيمة
) أولئك لم يؤمنوا ( بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) ولم يصدقوا بتوحيد الله ) فأحبط الله أعملهم ( يقول :
أبطل جهادهم لأن أعملهم خبيثة وجهادهم لم يكن في إيمان ) وكان ذلك ( يعني حبط
أعمالهم ) على الله يسيرا ) [ آية : 19 ] يعني هيناً .
الأحزاب : ( 20 ) يحسبون الأحزاب لم . . . . .
ثم ذكر المنافقين فقال عز وجل : ( يحسبون الأحزاب لم يذهبوا ( وذلك أن الأحزاب
الذي تحزبوا على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه ، رضي الله عنهم ، في الخندق ، وكان أبو سفيان بن
حرب على أهل مكة ، وكان على بني المصطلق وهم من خزاعة يزيد بن الحليس
الخزاعي ، وكان على هوازن ، ومالك بن عوف النضري ، وكان على بني غطفان عيينة
بن حصن بن بدر الفزاري وكان على بني أسد طلحة بن خويلد الفقسي من بني أسد ،
ثك كانت اليهود فقذف الله عز وجل في قلبوهم الرعب ، وأرسل عليهم ريحاً وهي
الصبا فجعلت تطفئ نيرانهم وتلقى أبنيتهم وأنزل جنوداً لم تروها من الملائكة فكبروا في
في
عسكرهم فلما سمعوا التكبير قذف الله تعالى الرعب في قلوبهم ، وقالوا : قد بدأ محمد بالشر فانصرفوا إلى مكة راجعين عن الخندق والرعب الذي نزل بهم في الخندق ) وإن يأت الأحزاب ( يعني وإن يرجع الأحزاب إليهم للقتال ) يودوا ( يعني يود المنافقين
) لو أنهم بادون في الأعراب ( ولم يشهدوا القتال ) يسئلون عن أنبائكم ( يعني
عن حديثكم وخير ما فعل محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه ) ولو كانوا فيكم ( يشهدون القتال
) ما قاتلوا ( يعني المنافقين ) إلا قليلا ) [ آية : 20 ] يقول : ما قاتلوا إلا رياء وسمعة من
غير حسبة .
تفسير سورة الأحزاب من الآية ( 21 ) إلى الآية ( 27 ) .

الصفحة 41