كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 413
74
سورة المدثر
مكية ، عددها ست وخمسون آية كوفى
تفسير سورة المدثر من الآية ( 1 ) إلى الآية ( 7 ) .
المدثر : ( 1 ) يا أيها المدثر
) يا أيها المدثر ) [ آية : 1 ] يعني النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وذلك أن كفار مكة آذوه ، فانطلق إلى
جبل حراء ليتوارى عنهم ، فبينما هو يمشي ، إذ سمع منادياً يقول : يا محمد ، فنظر يميناً
وشمالاً وإلى السماء ، فلم ير شيئاً ، فمضى على وجهه ، فنودي الثانية : يا محمد ، فنظر يميناً
وشمالاً ، ومن خلفه ، فلم ير شيئاً إلا السماء ، ففزع ، وقال : لعل هذا شيطان يدعوني ،
فمضى على وجهه ، فنودي في قفاه : يا محمد ، يا محمد ، فنظر خلفه ، وعن يمينه ، ثم نظر
إلى السماء ، فرأى مثل السرير بين السماء والأرض ، وعليه دربوكة قد غلطت الأفق ،
وعليه جبريل ، عليه السلام ، مثل النور المتوقد يتلألأ حتى كاد أن يغشى البصر ، ففزع
فزعاً شديداً ، ثم وقع مغشياً عليه ولبث ساعة .
ثم أفاق يمشي ربه رعدة شديدة ، ورجلاه تصطلكان راجعاً حتى دخل على خديجة ،
فدعا بماء فصبه عليه ، فقال ' دقروني ، فدثروه بقطيفة حتى استدفأ ، فلما أفاق ، قال : لقد
أشفقت على نفسي ، قالت له خديجة : أبشر فوالله لا يسوؤك الله أبداً لأنك تصدق
الحديث ، وتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتقرى الضيف ، وتعين على نوائب الخير .
فأتاه جبريل ، عليه السلام ، وهو متقنع بالقطيفة ، فقال : ( يا أيها المدثر ( بقطيفة ،
المتقنع فيها
المدثر : ( 2 ) قم فأنذر
) قم فأنذر ) [ آية : 2 ] كفار مكة العذاب أن لم يوحدوا الله تعالى
المدثر : ( 3 ) وربك فكبر
) وربك فكبر ) [ آية : 3 ] يعني فعظم ، ولا تعظمن كفار مكة في نفسك ، فقام من مضجعه ذلك ،
فقال : الله أكبر كبيراً ، فكبرت خديجة ، وخرجت وعلمت أنه قد أوحى إليه
المدثر : ( 4 ) وثيابك فطهر
) وثيابك فطهر ) [ آية : 4 ] يقول : طهر بالتوبة من المعاصي ، وكانت العرب تقول للرجل : إذا
أذنب أنه دنس الثياب ، وإذا توفى ، قالوا : إنه لطاهر الثياب
المدثر : ( 5 ) والرجز فاهجر
) والرجز فاهجر ) [ آية : 5 ]

الصفحة 413