كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 414
يعنى الأوثان ، يساف ونائلة وهما صنمان عند البيت يمسح وجوههما من مر بهما من
كفار مكة ، فأمر الله تبارك وتعالى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أن يجتنبهما ، يعني بالرجز أوثان لا تتحرك
بمنزلة الإبل ، يعني داء يأخذها ذلك الداء ، فلا تتحرك من وجع الرجز فشبه الآلهة بها .
المدثر : ( 6 ) ولا تمنن تستكثر
ثم قال : ( ولا تمنن تستكثر ) [ آية : 6 ] يقول : ولا تعط عطية لتعطى أكثر من عطيتك
المدثر : ( 7 ) ولربك فاصبر
) ولربك فاصبر ) [ آية : 7 ] يعزى نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) ليصبر على الأذى والتكذيب من كفار مكة .
تفسير سورة المدثر من الآية ( 8 ) إلى الآية ( 17 ) .
المدثر : ( 8 ) فإذا نقر في . . . . .
) فإذا نقر في الناقور ) [ آية : 8 ] يعني نفخ في الصور ، والناقور القرن الذين ينفخ فيه
إسرافيل ، وهو الصور
المدثر : ( 9 ) فذلك يومئذ يوم . . . . .
) فذلك يومئذ يوم عسير ) [ آية : 9 ] يعني مشقته وشدته ، ثم أخبر
على من عسره ، فقال
المدثر : ( 10 ) على الكافرين غير . . . . .
) على الكفرين غير يسيرٍ ) [ آية : 10 ] غير هين ، ويهون ذلك على
المؤمن كأدنى صلاته
المدثر : ( 11 ) ذرني ومن خلقت . . . . .
) ذرني ومن خلقت وحيدا ) [ آية : 11 ] يعني الوليد بن المغيرة
المخزومي ، كان يسمى الوحيد في قومه ، وذلك أن الله عز وجل أنزل على النبي ( صلى الله عليه وسلم )
) حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل الثوب شديد العقاب
ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ) [ غافر : 1 - 3 ] .
فلما نزلت هذه الآية قام النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في المسجد الحرام فقرأها والوليد ابن المغيرة قريباً
منه يستمع إلى قراءته ، فلما فطن ( صلى الله عليه وسلم ) أن الوليد بن المغيرة يستمع إلى قراءته أعاد النبي ( صلى الله عليه وسلم )
يقرأ هذه الآية : ( حم تنزيل الكتاب من الله العزيز ( في ملكه ) العليم ( بخلقه
) غافر الذنب ( لمن تاب من الشرك ، ) وقابل التوب ( لمن تاب من الشرك ،
)( شديد العقاب ( لمن لم يتب من الشرك ) ذي الطول ( يعني ذي الغنى عمن لم
يوحد ، ثم وحد - الرب نفسه حين لم يوحده كفار مكة ، فقال : ( لا إله إلا هو إليه المصير ( يعني مصير الخلائق في الآخرة إليه ، فلما سمعها الوليد انطلق حتى أتى مجلس
بني مخزوم ، فقال : والله ، لقد سمعت من محمد كلاماً آنفاً ما هو من كلام الإنس ، ولا من
كلام الجن ، وأن أسفله لمعرق ، وأن أعلاه لموفق ، وأن له لحلاوة ، وأن عليه لطلاوة ، وأنه
ليعلو وما يعلى .

الصفحة 414