كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)
صفحة رقم 422
تقديم المعصية وتأخير التوبة يوماً بيوم يقول : سأتوب ، حتى يموت على شر عمله ، وقد
أهلك أمامه
القيامة : ( 6 ) يسأل أيان يوم . . . . .
) يسئل أيان يوم القيامة ) [ آية : 6 ] يعنى يسأل عدي متى يوم القيامة ؟ تكذيباً
بها ، فأخبر الله تعالى عن ذلك اليوم ، فقال :
القيامة : ( 7 ) فإذا برق البصر
) فإذا برق البصر ) [ آية : 7 ] يقول : إذا شخص
البصر ، فلا يطوف مما يرى من العجائب التي يراها مما كان يكفر بها في الدنيا أنه غير
كائن مثلها في سورة ) ق والقرآن المجيد ) [ ق : 1 ] .
تفسير سورة القيامة من الآية ( 8 ) إلى الآية ( 21 ) .
القيامة : ( 8 ) وخسف القمر
) وخسف القمر ) [ آية : 8 ] فذهب ضوءه
القيامة : ( 9 ) وجمع الشمس والقمر
) وجمع ( بين ) الشمس القمر ) [ وآية : 9 ]
كالبقرتين المقرونتين يوم القيامة قياماً بين يدي الخلائق ، ثم ذكر فقال :
القيامة : ( 10 ) يقول الإنسان يومئذ . . . . .
) يقول ( هذا
) الإنسن ( المكذب بيوم القيامة ) يومئذ أين المفر ) [ آية : 10 ] يعني أين المهرب حتى
أحرز نفسي يقول الله تبارك وتعالى :
القيامة : ( 11 ) كلا لا وزر
) كلا لا وزر ) [ آية : 11 ] يعني لا جبل يحرزك ،
ويسمى حمير الجبل وزر ، ثم استأنف ، فقال :
القيامة : ( 12 ) إلى ربك يومئذ . . . . .
) إلى ربك يومئذ المستقر ) [ آية : 12 ] يعنى
المتهى يومئذٍ إلى الله عز وجل لا تجد عنه مرحلاً
القيامة : ( 13 ) ينبأ الإنسان يومئذ . . . . .
) ينبؤا الإنسن يومئذٍ بما قدم ( لآخرته ، ثم
قال : ( و ( ما ) وأخر ) [ آية : 13 ] من خير أو شر بعد موته في دنياه ، فاستن بها قوم
بعده .
القيامة : ( 14 ) بل الإنسان على . . . . .
يقول الله تعالى : ( بل الإنسن على نفسه بصيرةٌ ) [ آية : 14 ] وذلك حين كتمت الألسن
في سورة الأنعامن وختم الله عليها في سورة ) ييس والقرآن الحكيم ( ، فقال
) اليوم نختم على أفواههم ) [ يس : 65 ] ، فنطقت الجوارح على الألسن بالشرك في
هذه السورة ، فلا شاهد أفضل من نفسك ، فذلك قوله تبارك وتعالى : ( بل الإنسن على
نفسه بصيرةٌ ( يعني جسده وجوارحه شاهدة عليه بعمله ، فذلك قوله تبارك وتعالى :
( كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ( يعني شاهداً ، ثم قال :
القيامة : ( 15 ) ولو ألقى معاذيره
) ولو ألقى معاذيره ) [ آية :
15 ] ولو أدلى بحجته لم تنفعه ، وكان جسده عليه شاهداً
القيامة : ( 16 - 18 ) لا تحرك به . . . . .
) لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه ( في قلبك يا محمد ) وقرءانه ) [ آية : 17 ] حتى نقريكه حتى
تعلمه وتحفظه في قلبك ) فإذا قرأنه ( يقول : فإذا تلوناه عليك يقول : إذا تلا عليك