كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)
صفحة رقم 426
حدثني أبي ، قال : حدثنا الهذيل ، عن مقاتل بن سليمان ، عن عمرو بن شعيب ، عن
أبيه ، عن جده ، أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، قال : ' ما كان من الحر منها فهم أصحاب اليمين ،
وما كان من الحمأة فهم من أصحاب الشمال ' ، وذلك أن امرأ القيس بن عابس الكتمي ،
ومالك بن الضيف اليهودي اختصما بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في أمر آدم ، عليه السلام ،
وخلقه ، فقال مالك بن الضيف : إنما نجد في التوارة أن الله خلق آدم حين خلق السماوات
والأرض ، فأنزل الله عز وجل يكذب مالك بن الضيف اليهودي :
فقال : ( هل أتى على الإنسن حينٌ من الدهر ( يعنى واحداً وعشرين ألف سنة ، وهي
ثلاثة أسباع ، بعد خلق السموات والأرض ) لم يكن شيئا مذكورا ( يذكر ، ثم خلق
ذريته ، فقال :
الإنسان : ( 2 ) إنا خلقنا الإنسان . . . . .
) إنا خلقنا الإنسن من نطفةٍ أمشاجٍ نبتليه ( يعني ماء مختلطاً ، وهو ماء
الرجل ، وماء المرأة ، فإذا اختلطا ، فذلك المشج ، فماء الرجل غليظ أبيض ، فمنه العصب ،
والعظم ، والقوة ، ونطفة المرأة صفراء رقيقة ، فمنها اللحم ، والدم ، والشعر ، والظفر ،
فيختلطان فذلك الأمشاج ، فيها تقديم ، يقول : جعلناه سميعاً بصيراً لنبتليه .
ثم قال : ( فجعلنه ( بعد النطفة ) سميعا بصيرا ) [ آية : 2 ] لنبتليه ، أي جعلناه نطفة ،
علقة ، مضغة ، ثم صار إنساناً بعد ماء ودم ) فجعلنه سمعياً بصيراً ( من بعد ما كان نطفة
ميتة ، ثم قال :
الإنسان : ( 3 ) إنا هديناه السبيل . . . . .
) إ نا هديناه السبيل ( يعنى سبيل الضلالة والهدى ) إما شاكرا ( أن
يكون ) شاكرا ( يعني موحداً في حسن خلقه لله تعالى ) وإما كفورا ) [ آية : 3 ] فلا
يوحده ، وأيضاً إما شاكراً لله في حسن خلقه وإما كفوراً ، يجعل هذه النعم لغير الله ، ثم
ذكر مستقر من أحسن من خلقه ، ثم كفر به وعبد غيره .
تفسير سورة الإنسان من الآية ( 4 ) إلى الآية ( 22 ) .