كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 440
يعنى عبد مناف بن قصي ، وبني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب ، نظيرها في
) ألهاكم التكاثر ) [ التكاثر : 1 ] ثم ذكر صنعه ليعتبروا إذا بعثوا يوم القيامة وقد كذبوا
بالقيامة والبعث فعظم الرب نفسه تبارك وتعالى فقال :
النبأ : ( 6 ) ألم نجعل الأرض . . . . .
) ألم نجعل الأرض مهداً ) [ آية :
6 ] يعني فراشاً وأيضاً بساطاً مسيرة خمسمائة عام
النبأ : ( 7 ) والجبال أوتادا
) والجبال أوتادا ) [ آية : 7 ] على
الأرض لئلا تزول بأهلها فاستقرت وخلق الجبال بعد خلق الأرض .
النبأ : ( 8 ) وخلقناكم أزواجا
ثم قال : ( وخلقنكم أزوجاً ) [ آية : 8 ] يعنى أصنافاً ذكوراً وإناثاً ، سوداً وبيضاً وحمراً
وأدماً ، ولغات شتى ، فذلك قوله : ( وخلقنكم أزوجاً ( فهذا كله عظمته ، ثك ذكر نعمته
فقال :
النبأ : ( 9 ) وجعلنا نومكم سباتا
) وجعلنا نومكم سباتا ) [ آية : 9 ] يقول :
إذا دخل الليل أدرككم النوم فتستريحون ،
ولولا النوم ما استرحتم أبداً من الحرص وطلب المعيشة ، فذلك قوله : ( سباتا ( لأنه
يسبت والنائم مسبوت كأنه ميت لا يعقل
النبأ : ( 10 ) وجعلنا الليل لباسا
) وجعلنا اليل لباساً ) [ آية : 10 ] يعنى سكناً ،
كقوله : ( هن لباساً لكم ) [ البقرة : 187 ] يعنى سكناً لكم فألبسكم ظلمته على خير
وشر كثير ، ثم قال :
النبأ : ( 11 ) وجعلنا النهار معاشا
) وجعلنا النهار معاشا ) [ آية : 11 ] لكي تنتشروا لمعيشتكم فهذان
نعمتان من نعم الله عليكم ، ثم ذكر ملكه وجبروته وارتفاعه فقال :
النبأ : ( 12 ) وبنينا فوقكم سبعا . . . . .
) وبنينا فوقكم سبعا شدادا ) [ آية : 12 ] يعني بالسبع السموات وغلظ كل سماء مسيرة عام ، وبين كل سماءين
مثل ذلك نظير في المؤمنين : ( خلقنا فوقكم سبع طرائق ) [ الآية : 17 ] فذلك قوله :
( شدادا ( قال : وهي فوقكم يا بني آدم فاحذروا ، لا تخر عليكم إن عصيتم .
النبأ : ( 13 ) وجعلنا سراجا وهاجا
ثم قال : ( وجعلنا سراجا وهاجا ) [ آية : 13 ] يعنى الشمس وحرها مضيئاً ، يقول :
جعل فيها نوراً وحراً ، ثم ذكر نعمه فقال :
النبأ : ( 14 ) وأنزلنا من المعصرات . . . . .
) وأنزلنا من المعصرت ماءً ثجاجاً ) [ آية : 14 ]
يعنى مطراً كثيراً منصباً يتبع بعضه بعضاً ، وذلك أن الله عز وجل يرسل الياح فتأخذ الماء
من سماء الدنيا من بحر الأرزاق ، ولا تقوم الساعة ما دام به قطرة ماء ، فذلك قوله :
( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) [ الذاريات : 22 ] قال تجئ الريح فتثير سحاباً
فتلحقه ، ثم تمطر وتخرج الريح والمطر جميعاً من خلل السحاب ، قال :
النبأ : ( 15 ) لنخرج به حبا . . . . .
) لنخرج به ) 6 يعنى
بالمطر ) حباًّ ( يعنى بالحبوب كل شئ يزرع ويحصد من البر والشعير والسمسم
ونحوها من الحبوب ، قال : ( ونباتاً ) [ آية : 15 ] يعنى كل شئ ينبت في الجهال
وأصحارى من الشجر والكلا فذلك النبات ، وهي تنبت عاماً بعام من قبل نفسها
النبأ : ( 16 ) وجنات ألفافا
) وجنتٍ ألفافاً ) [ آية : 16 ] يعنى وبساتين ملتفة بعضها إلى بعض من كثرة الشجر .
تفسير سورة النبأ من الآية ( 17 ) إلى الآية ( 30 ) .

الصفحة 440