كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 442
إليه ومسه لم يجده شيئاً ، فتصير الجبال أول مرة كالمهل ، ثم تصير الثانية كالعهن المنفوش ،
ثم تذهب فتصير لا شئ فتراها تحسبها جبالاً ، فإذا مسستها لم تجدها شيئاً ، فذلك قوله :
( وسيرت الجبال ( يعنى انقطعت الجبال من خشية الله عز وجل يوم القيامة فكانت سراباً
فما حالك يا بن آدم .
النبأ : ( 21 ) إن جهنم كانت . . . . .
) إن جهنم كانت مرصادا ) [ آية : 21 ]
النبأ : ( 22 ) للطاغين مآبا
) للطاغين ( يعنى الكافرين ) مئاباً ) [ آية :
22 ] يعنى المشركين مرجعاً إليها نزلت في الوليد بن المغيرة
النبأ : ( 23 ) لابثين فيها أحقابا
) لبثين فيها ( ثم ذكركم
يلبثون في النار فلم يوقت لهم فقال : ( لبثين فيها ( يعنى في جهنم ) أحقابا ) [ آية :
23 ] يعنى في جهنم أحقاباً وهي سبعة عشر حقباً ، يعنى الأزمنة والأحقاب لا يدرى
عدها ، ولا يعلم منتهاهه إلا الله عز وجل ، الحقب الواحد ثمانون سنة ، السنة فيها ثلاثمائة
وستون يوماً ، كل يوم فيها مقدار ألف سنة ، وكان هذا بمكة ، وأنزل الله عز وجل
النبأ : ( 24 ) لا يذوقون فيها . . . . .
) لا يذوقون فيها ( في تلك الأحقاب ) بردا ( يعنى برد الكافور ) ولا شرابا ) [ آية : 24 ]
يعنى الخمر كفعل أهل الجنة ،
النبأ : ( 25 ) إلا حميما وغساقا
ثم استثنى ، فقال : ( إلا حميما وغساقا ) [ آية : 25 ] ) إلا حميما ( يعنى حاراً ، وأيضاً لا يذقون في جهنم برداً ولا شراباً ، يعنى لا يذقون فيها
روحاً طيباً ، ولا شراباً بارداً ينفعهم من هذه النار .
قال أبو محمد :
قال أبو العباس أحمد بن يحيى ويقال البرد : اليوم ، ) إلا حميما ( يعنى
بالحميم المذاب الذي قد انتهى حره ، ) وغساقا ( الذي قد انتهى برده ، وهو الزمهرير
الذي انتهى برده
النبأ : ( 26 ) جزاء وفاقا
) جزاء وفاقا ) [ آية : 26 ] كما أنه ليس في الأعمال أخبث من
الشرك بالله عز وجل وكذ لم ليس من العذاب شئ أخبث من النار فوافقت النار الشرك ،
ثم قال
النبأ : ( 27 ) إنهم كانوا لا . . . . .
) إنهم كانوا لا يرجون حسابا ) [ آية : 27 ] يعنى أنهم كانوا لا يخافون من
العذاب أن يحاسبوا بأعمالهم الخبيثة إذا عملوها ، قال :
النبأ : ( 28 ) وكذبوا بآياتنا كذابا
) وكذبوا بئايتنا ( يعنى القرآن
) كذابا ) [ آية : 28 ] يعنى تكذيباً بما فيه من الأمر والنهي ، ثم رجع إلى أعمالهم الخبيثة
فقال :
النبأ : ( 29 ) وكل شيء أحصيناه . . . . .
) وكل شئٍ أحصينه ( من الأعمال ) كتباً ) [ آية : 29 ] يعنى ثبتناه مكتوباً
عندنا في كتاب حفيظ يعنى اللوح المحفوظ ) كتباً ( يعنى ما عملوا من السيئات
أثبتناه في اللوح المحفوظ مثلها ، في يس : ( وكل شئ أحصيناه في إمام مبين ) [ الآية :
12 ] ثم رجع إلى أهل النار الذين قال فيهم : ( لابثين فيها أحقاب ) [ النبأ : 23 ] فذكر
أن الخزنة تقول لهم :
النبأ : ( 30 ) فذوقوا فلن نزيدكم . . . . .
) فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا ) [ آية : 30 ] .
قال مقاتل ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) :
إنه قال : الزيادة خمسة أنهار من

الصفحة 442