كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 445
79
سورة النازعات
مكية ، عددها ست وأربعون آية كوفى
تفسير سورة النازعات من الآية ( 1 ) إلى الآية ( 5 ) .
النازعات : ( 1 ) والنازعات غرقا
قوله : ( والنازعت غرقاً ) [ آية : 1 ] فهو ملك الموت وحده ، ينزع روح الكافر حتى إذا
بلغ ترقوته غرقه في حلقه ، فيعذبه في حياته قبل أن يميته ، ثم ينشطها من حلقه كما
ينشط السفود الكثير الشمث من الصوف فينشط روح الكافر من قدمه إلى حلقه مثل
الصوف ، فذلك قوله :
النازعات : ( 2 ) والناشطات نشطا
) والنشطت نشطاً ) [ آية : 2 ] فهو ملك الموت فيخرج نفسه من
حلقه ومعها العروق كالغريق من الماء وأما قوله :
النازعات : ( 3 ) والسابحات سبحا
) والسبحت سبحاً ) [ آية : 3 ] وهو
ملك الموت وحده ، وهي روح المؤمن ولكن قال في التقديم :
النازعات : ( 4 ) فالسابقات سبقا
) فالسبقت سبقاً ( ثم
) والسبحت سبحاً ( تقبض روح المؤمن كالسابح في الماء لا يهوله الماء يقول : تستبق
الملائكة أرواحهم في حريرة بيضاء من حرير الجنة ، يسبقون بها ملائكة الرحمة ،
ووجوههم مثل الشمس عليهم تاج من نور ضاحكين مستبشرين طيبين ، فذلك قوله :
( تتوفاهم الملائكة طيبين ) [ النحل : 32 ] ، قال : ( والسبحت سبحاً ( يقول : تسبح
الملائكة في السموات لا تحجب روحه في السماء حتى يبلغ به الملك عند سدرة المنتهى
عندها مأوى أرواح المؤمنين فأما الكافر فإنه أول ما ينزل الملك الروح من جسده ،
فتستبق ملائكة الغضب وجوههم مثل الجمر ، وأعينهم مثل البرق غضاب ، حرهم أشد
من حر النار فتوضع روحه على جمر مثل الكبريت ، فيضعون روحه عليه ، وتقلب روحه
عليه ، مثل السمك ، على الطابق ، ولا تفتح أبواب السماء فيهبط به الملك حتى يضعه في
سجين وهي الأرض السفلى تحت خد إبليس .
هذا معنى ) فالسبقت سبقاً ) [ آية : 4 ] أما قوله تعالى :
النازعات : ( 5 ) فالمدبرات أمرا
) فالمدبرت أمراً ) [ آية : 5 ]
فهم الملائكة منهم الخزان الذين يكونون مع الرياح ، ومع المطر ، ومع الكواكب ، وع

الصفحة 445