كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)
صفحة رقم 446
الشمس ، والقمر ، ومع الإنس والجن ، فكذلك هم ، ويقال : جبريل ، وميكائيل ، وملك
الموت ، عليهم السلام ، الذين يدبرون أمر الله تعالى ، في عباده وبلاده ، وبأمره .
تفسير سورة النازعات من الآية ( 6 ) إلى الآية ( 14 ) .
النازعات : ( 6 ) يوم ترجف الراجفة
وأما قوله تعالى : ( يوم ترجف الراجفة ) [ آية : 6 ] وهي النفخة الأولى وإنما سميت
الراجفة لأنها تميت الخلق كلهم ، كقوله : ( فأخذتهم الرجفة ) [ الأعراف : 78 ] يعنى
الموت ، من فوق سبع سموات من عند العرش فيموت الخلق كلهم .
النازعات : ( 7 ) تتبعها الرادفة
) تتبعها الرادفة ) [ آية : 7 ] وهي النفخة الثانية أردفت النفخة الأولى بينهما أربعون
سنة ، أسمعت الخلائق وهي عند صخرة بيت المقدس ، وذلك
أنه ينزل إسرافيل وترتفع
أرواح الكفار من تحت الأرض السفلى إلى واد يقال له : برهوت ، وهو بحضر موت ، وهو
كاشر وادٍ في الأرض ، وتنزل أرواح المؤمنين من فوق سبع سموات إلى واد يقال له :
الجابية ، وهو بالشام ، وهو خير واد في الأرض فيأخذ هؤلاء وهؤلاء جميعها إسرافيل
فيجعلهم في القرن وهو الصور فينفخ فيه ، فيقول أيتها العظام البالية ، وأيتها العروق
المنقطعة ، وأيتها اللحوم المتمزقة ، اخرجوا من قبوركم لتجازوا بأعمالكم ، ثم قال :
النازعات : ( 8 ) قلوب يومئذ واجفة
) قلوب يومئذ واجفة ) [ آية : 8 ] يعنى خائفة
النازعات : ( 9 ) أبصارها خاشعة
) أبصرها خشعةٌ ) [ آية : 9 ] يعنى ذليلة
مما رأت عند معاينة النار ، فخضعت كقوله : ( خاشعين من الذل ( مما ترى من
العجائب ومما ترى من أمر الآخرة .
النازعات : ( 10 ) يقولون أئنا لمردودون . . . . .
ثم أخبر الله عز وجل عن كفار مكة فقال : ( يقولون أءنا لمردودون في الحافرة ) [ آية :
10 ] تعجباً منها ، فيما تقديم ، يقولون إنا لراجعون على أقدامنا إلى الحياة بعد الموت ، هذا
قول كفار مكة ،
النازعات : ( 11 ) أئذا كنا عظاما . . . . .
) أءذا كنا عظماً نخرةً ) [ آية : 11 ] يعنى بالية ، أي : أنا لا نبعث خلقاً
كما كنا
النازعات : ( 12 ) قالوا تلك إذا . . . . .
) قالوا تلك إذا كرة خاسرة ) [ آية : 12 ] قالوا إن بعثنا بعد الموت إنا إذا
لخاسرون يعنى هالكون ، ثم قال الله تبارك وتعالى لمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) :
النازعات : ( 13 ) فإنما هي زجرة . . . . .
) فإنما هي زجرةٌ وحدةٌ (
[ آية : 13 ] يقول : فإنما هي صيحة واحدة من غسرافيل ، عليه السلام ، فيسمعونها وهم
في بطن الأرض أمواتاً ولا يثنيها
النازعات : ( 14 ) فإذا هم بالساهرة
) فإذا هم بالساهرة ) [ آية : 14 ] يعنى الأرض الجديدة