كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)
صفحة رقم 447
ذ 447
التي تبسط على هذه الأرض فيسلها الله عز وجل من تحتها كل يسل الثوب الخلق البالي ،
فذلك قوله : ( فإذا هم بالساهرة ( يقول بالأرض الأخرى واسمها الساهرة .
تفسير سورة النازعات من الآية ( 15 ) إلى الآية ( 26 ) .
النازعات : ( 15 ) هل أتاك حديث . . . . .
قوله : ( هل أتتك حديث موسى ) [ آية : 15 ] قبل هذا
النازعات : ( 16 ) إذ ناداه ربه . . . . .
( 2 إذ ناداه ربه بالواد المقدس ( يقول :
بالوادي المطهر اسمه ) طوى ) [ آية : 16 ] لأن الله عز وجل طوى عليه القدس ، وكان
نداؤه إياه أنه قال : يا موسى ، فناداه من الشجرة ، وهي الشمران ، فقال : يا موسى ، إني
أنا ربك ، يا موسى ،
النازعات : ( 17 ) اذهب إلى فرعون . . . . .
( 2 اذهب إلى فرعون إنه طغى ) [ آية : 17 ] يقول :
إنه قد بلغ من طغيانه
أنه عبد ، وفي قراءة ابن مسعود ' طغى ' لأنه لم يعبد صنماً قط ولكنه دعا الناس إلى
عبادته ، فذلك قوله : ( إنه طغى 2 )
النازعات : ( 18 ) فقل هل لك . . . . .
( 2 فقل هل لك إلى أن تزكى ) [ آية : 18 ] يقول : هل لك
أن تصلح ما قد أفسدت ، يقول : وأدعوك لتوحيد الله
النازعات : ( 19 ) وأهديك إلى ربك . . . . .
( 2 وأهديك إلى ربك ( إلى عظمته
) فتخشى ) [ آية : 19 ] يخبر الله عز وجل محمداً ( صلى الله عليه وسلم ) بخبره ، قال له فرعون : ما هي ؟ قال :
النازعات : ( 20 ) فأراه الآية الكبرى
( 2 فأراه الآية الكبرى ) [ آية : 20 ] وهي اليد والعصا أخرج يده بيضاء لها شعاع كشعاع
الشمس يغشى البصر ، فكانت اليد أعظم وأعجب من العصا من غير سوء يعني من غير
برص ، قال :
النازعات : ( 21 ) فكذب وعصى
( 2 فكذب وعصى ) [ آية : 21 ] وزعن أنه ليس من الله عز وجل ) وعصي (
فقال : إنه سحر ، ) وعصي ( أيضاً يعنى استعصى عن الإيمان ، قال :
النازعات : ( 22 ) ثم أدبر يسعى
( 2 ثم أدبر ( عن الحق
) يسعى ) [ آية : 22 ] يعنى في جمع السحر فهو قوله : ( فجمع كيده ) [ طه : 6 ] ثم
أتى بهم وذلك
النازعات : ( 23 ) فحشر فنادى
( 2 فحشر فنادى ) [ آية : 23 ] يقول حشر القبط
النازعات : ( 24 ) فقال أنا ربكم . . . . .
( 2 فقال أنا ربكم الأعلى ) [ آية :
24 ] وذلك أن موسى ( صلى الله عليه وسلم ) قال لفرعون : لك ملكك فلا يزول ، وذلك شبابك فلا تهرم ،
وذلك الجنة إذا مت ، على أن يقول ربي الله وأنا عبده ، فقال فرعون : إنك لعاجز بيننا
يكون الرجل ربا يعبد حتى يكون له رب ، فقال فرعون : ( أنا ربكم الأعلى ( يقول : ليس
لي رب فوق ، فذلك الأعلى
النازعات : ( 25 ) فأخذه الله نكال . . . . .
( 2 فأخذه الله ( بعقوبة قوله : ( نكال الآخرة والأولى ) [ آية : 25 ]
وكان بينهما أربعين سنة ، الأولى قوله : ( ما علمت لكم من إله غيري ) [ القصص :
39 ] والآخرة قوله : ( أنا ربكم الأعلى ( ثم قال :
النازعات : ( 26 ) إن في ذلك . . . . .
( 2 إن في ذلك ( يقول : إن في هلاك