كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)
صفحة رقم 45
الأحزاب : ( 32 ) يا نساء النبي . . . . .
ثم قال : ( يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن أتقيتن ( يعني الله ، فإنكن معشر
أزواج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) تنظرن إلى الوحي فأنتن أحق الناس بالتقوى ) فلا تخضعن بالقول (
يقول : فلا تومين بقول يقارف الفاحشة ) فيطمع الذي في قلبه مرض ( يعني الفجور في
أمر الزنا فزجرهن الله عز وجل عن الكلام مع الرجال وأمرهن بالعفة وضرب عليهن
الحجاب ، ثم قال تعالى : ( وقلن قولا معروفا ) [ آية : 32 ] يعني قولاً حسناً يعرف ولا
يقارف الفاحشة ، ومن يقذف نبياً ، أو امرأة نبي فعليه حدان سوى التغريب الذي يراه
الإمام .
الأحزاب : ( 33 ) وقرن في بيوتكن . . . . .
ثم قال عز وجل : ( وقرن في بيوتكن ( ولا تخرجن من الحجاب ) ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ( والتبرج أنها تلقى الخمار عن رأسها ولا تشده ، فيرى قرطها
وقلائدها ، ) ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ( قبل أن يبعث محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، مثل قوله :
( عادا الأولى ) [ النجم : 50 ] أمرهن أيضاً بالعفة وأمر بضرب الحجاب عليهن ، ثم
قال : ( وأقمن الصلوة وءاتين الزكوة ( يقول : وأعطين الزكاة ) وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ( يعني الإثم نهاهن عنه في هذه الآيات . ومن
الرجس الذي يذهبه الله عنهن إنزال الآيات بما أمرهن به . فإن تركهن ما أمرهن به
وارتكابهن ما نهاهن عنه من الرجس ، فذلك قوله : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ( يا ) أهل البيت ( يعني نساء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لأنهن في بيته ) ويطهركم ( من الإثم
الذي ذكر في هذه الآيات ) تطهيرا ) [ آية : 33 ) .
وحدثني أبي ، عن الهذيل ، فقال :
قال مقاتل بن سليمان : يعني به نساء النبي ( صلى الله عليه وسلم )
كلهن وليس معهن ذكر .
الأحزاب : ( 34 ) واذكرن ما يتلى . . . . .
) واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ءايت الله ( يعني القرآن ) والحكمة (
يعني أمره ونهيه في القرآن فوعظهن ليتفكرن وامتن عليهن ) إن الله كان لطيفا خبيرا (
[ آية : 34 ] يعني لطيف عليهن فنهاهن أن يخضعن بالقول خبيراً به .
تفسير سورة الأحزاب من الآية ( 25 ) إلى الآية ( 27 ) .