كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 451
80
سورة عبس
مكية عددها اثنتان وأربعون آية كوفى
تفسير سورة عبس من الآية ( 1 ) إلى الآية ( 7 ) .
عبس : ( 1 ) عبس وتولى
قوله : ( عبس وتولى ) [ آية : 1 ] يقول : عبس بوجهه وأعرض إلى غيره نزلت في عبد
الله بن أبي مسرح الأعمر ، وأمه أم مكتوم ، اسمه عمرو بن قيس بن زائدة بن رواحة بن
الأصم بن حجر بن عبد ود بن بغيض بن عامر بن لؤى بن غالب .
وأما أم مكتوم :
اسمها عاتكة بنت عامر بن عتكة بن عامر بن مخزوم بن يقظة بن مرة
بن كعب بن لؤى ، وذلك أنه ذات يوم كان جالساً في المسجد الحرام وحده ليس معه
ثان وكان رجلاً مكفوف البصر ، إذ نزل ملكان من السماء ليصليا في المسجد الحرام ،
فقالا : من هذا الأعمى الذي لا يبصر في ادنيا ولا في الآخرة ؟ قال أحدهما : ولكن
أعجب من أبي طالب يدعو الناس إلى الإسلام وهو لا يبصرهما ، ويسمع ذلك ، فقام
عبد الله حتى أتى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وإذا معه أمية بن خلف ، والعباس بن عبد المطلب وهما
قيام بين يديه يعرض عليهما الإسلام ، فقال عبد الله : يا محمد ، قد جئتك تائباً فهل لي من
توبة ؟ فأعرض النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وجهه عنه ، وأقبل بوجهه إلى العباس وأمية بن خلف ، فكرر عبد
الله كلامه فأعرض النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بوجهه وكلح فاستحيى عبد الله وظن أنه ليس له توبة
فرجع إلى منزله ، فأنزل الله عز وجل فيه : ( عبس وتولى ( يعنى كلح النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وتولى
عبس : ( 2 ) أن جاءه الأعمى
) أن جاء الأعمى ) [ آية : 2 ] ثم قال :
عبس : ( 3 ) وما يدريك لعله . . . . .
) وما يدريك ( يا محمد ) لعله يزكى ) [ آية : 3 ]
يقول : لعله أن يؤمن فيصلى فيتذكر في القرآن بما قد أفسد
عبس : ( 4 ) أو يذكر فتنفعه . . . . .
) أو يذكر ( في القرآن
) فتنفعه الذكرى ) [ آية : 4 ] يعنى المواعظة ، يقول : أن تعرض عليه الإسلام فيؤمن فتنفه
تلك الكرى
عبس : ( 5 ) أما من استغنى
) أما من استغنى ) [ آية : 5 ] عن الله في نفسه يعنى أمية بن خلف
عبس : ( 6 ) فأنت له تصدى
) فأنت له

الصفحة 451