كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)
صفحة رقم 469
85
سورة البروج
مكية ، عددها اثنتان وعشرون آية كوفى
تفسير سورة البروج من الآية ( 1 ) إلى الآية ( 9 ) .
البروج : ( 1 ) والسماء ذات البروج
قوله : ( والسماء ذات البروج ) [ آية : 1 ] يقول : والسماء ذات النجوم ، نظيرها في تبارك :
( الذي جعل في السماء بروجا ( ، يقول : جعل في السماء نجوماً ، ) وجعل فيها سراجا ( ، وهي الشمس ) قمرا منيرا ) [ الفرقان : 61 ] .
البروج : ( 2 ) واليوم الموعود
وقوله تعالى : ( واليوم الموعود ) [ آية : 2 ] يقول : هو يوم القيامة الذي وعد الله عز وجل أولياءه الجنة ، ووأعداءه
النار ، فذلك قوله : ( واليوم الموعود .
البروج : ( 3 ) وشاهد ومشهود
) وشاهدٍ ومشهودٍ ) [ آية : 3 ] يقول : يوم النحر ، والفطر ، ويوم الجمعة ، فهذا قسم إن
) بطش ربك لشديد ) [ البروج : 12 ] ،
البروج : ( 4 ) قتل أصحاب الأخدود
قوله : ( قتل أصحب الأخدود ) [ آية : 4 ] وذلك
أن يوسف بن ذي نواس من أهل نجران كان حفر خداً ، وأوقد فيه النار ، فمن تكلم منهم
بالتوحيد أحرقه بالنار ، وذلك أنه كان قد آمن من قومه ثمانون رجلاً ، وتسع نسوة ،
فأمرهم أن يرتدوا عن الإسلام ، فأبوا فأخبرهم أنه سيعذبهم بالنار فرضوا لأمر الله عز
وجل ، فأحرقهم كلهم ، فلم يزل يلقى واحداً بعد واحد في النار حتى مرت امرأة ومعها
صبي لها صغيرة يرضع فلما نظرت المرأة إلى ولدها أشفقت عليه ، فرجعت فعرضوا عليها
أن تكفر فأبت فضربوها حتى رجعت فلم تزل ترجع مرة ، وتشفق مرة ، حتى تكلم
الصبي فقال لها : يا أماه إن بين يديك ناراً لا تطفأ أبداً ، فلما سمعت قول الطفل أحضرت
حتى ألقت نفسها في النار ، فجعل الله عز وجل أرواحهم في الجنة ، وأوحى الله تبارك
وتعالى إلى نبيه محمد ( صلى الله عليه وسلم ) قتل أصحاب الأخدود يوسف بن ذي نواس وأصحابه .