كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 475
قال إبليس عند ذلك : بئس والله ، الرأي رأيت يا شيخ تعمدون إلى رجل هو عدو لكم
فتربونه ، فلا شك أن يغضب له قومه فيقاتلونكم حتى يخرجوه من أيديكم فما لكم
وللشر ؟ قالوا : صدق والله فما تقول : يا أبا جهل ؟ قال : تعمدون إلى كل بطن من قريش
فنختار منهم رجالاً فنمكنها من السيوف ويمشون كلهم بجماعتهم فيضربونه ، حتى
يقتلوه فلا يستطيع بنو هاشم أن تعادى قريشاً كلهم ، وتؤدون ديته .
قال إبليس : صدق والله ، الشاب فخرجوا على ذلك القول راضين بقتله ، وسمع عمه
أبو طالب ، واسمه عبد العزى بن عبد المطلب ، فلم يخبر محمداً لعله أن يجزع من القتل ،
فيهرب ، فيكون مسبة عليهم ، فأنزل الله عز وجل : ( أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون (
[ الزخرف : 79 ] ، يقول : أم أجمعوا أمراً على قتل محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، فإنا مجمعون أمراً على قتلهم
ببدر ، وقال : ( أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون ) [ الطور : 42 ] ، وقال :
( إنهم يكيدون كيداً وأكيد كيداً فمهل الكفرين أمهلهم رويداً ( .
قال : فسمع أبو طالب ما سمع ، قال : يا ابن أخي ما هذه الهينمة ؟ قال : أما تعلم يا عم
ما أرادت قريش ؟ قال :
سمعت ما سمعته يا ابن أخي ، قال : نعم ، قال : ومن أخبرك بذلك ؟
قال : ربي ، قال : أما والله ، يا ابن أخي إن ربط بك لحفيظ فامض لما أمرت يا ابن أخي ،
فليس عليك غضاضة .

الصفحة 475