كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 492
قال أبو بكر : والله ما أجد لهذا العبد ثمناً ، قال له صخر بن حرب : والله إن جبلاً من
شعر أحب إلى منه ، فقال له الصديق أبو بكر : والله إنه خير من ملء الأرض ذهباً ، قال له
أبو سفيان : اشتره مني ، قال له أبو بكر : قد اشتريت هذا العبد الذي على ديني بعبد مثله
على دينك ، فرضى أبو سفيان ، فاشترى أبو بكر بلالاً ، رضي الله عنه ، فأعتقه .
قال أبو سفيان لأبي بكر ، رضي الله عنه : أفسدت مالك ومال أبي قحافة ، قال : أرجو
بذلك المغفرة من ربي ، قال : متى هذا ؟ قال أبو بكر ، رضي الله عنه : يوم تدخل سقر
تعذب ، قال : أليس تعدني هذا بعد الموت ؟ قال : نعم ، قال : فضحك الكافر واستلقى ،
وقال : يا عتيق أتعدني البعث بعد الموتى ؟ وتأمرني أن أرفض مالي إلى ذلك اليوم ؟ لقد
خسرت واللات والعزى إن مالك قد ضاع ، وإنك لا تصيب مثله أبداً ، قال له أبو بكر ،
رضي الله عنه : والله ، لأذكرنك هذا اليوم يا أبا سفيان ، فأنزل الله عز وجل : ( فأما من أعطى واتقى
الليل : ( 6 ) وصدق بالحسنى
وصدق بالحسنى ) [ آية : 6 ] يقول بعدة الله عز وجل أن يخلفه في الآخرة
خيراً ، إذا أعطى في حق الله عز وجل .
الليل : ( 7 ) فسنيسره لليسرى
) فسنيسره لليسرى ) [ آية : 7 ] يعنى نيسره للعودة إلى أن يعطى فسنيسره للخير
الليل : ( 9 ) وكذب بالحسنى
) وأما من بخل واستغنى ) [ آية : 8 ] عن الله تعالى في نفسه ) وكذب بالحسنى ) [ آية : 9 ] يعنى بعدة
الله بأن يخلفه خيراً منه
الليل : ( 10 ) فسنيسره للعسرى
) فسنيسره للعسرى ) [ آية : 10 ] يقول : نعسر عليه أن يعطى خيراً
الليل : ( 11 ) وما يغني عنه . . . . .
) وما يغني عنه ماله ( الذي بخل به في الدنيا ) إذا تردى ) [ آية : 11 ] يعني إذا مات ،
وتردى في النار ، يعني أبا سفيان ، يقول الله تعالى :
الليل : ( 12 ) إن علينا للهدى
) إن علينا للهدى ) [ آية : 12 ] يعنى
بيان الهدى
الليل : ( 13 ) وإن لنا للآخرة . . . . .
) وإن لنا للآخرة والأولى ) [ آية : 13 ] يعني الدنيا والآخرة
الليل : ( 14 ) فأنذرتكم نارا تلظى
) فأنذرتكم ( يا أهل
مكة ) نارا تلظى ) [ آية : 14 ] يعني تتوقد وتشتعل
الليل : ( 15 ) لا يصلاها إلا . . . . .
) لا يصلها ( يعني النار ) إلا الأشقى ) [ آية : 15 ] يعني هؤلاء النفر من أهل مكة .
الليل : ( 16 ) الذي كذب وتولى
) الذي كذب وتولى ) [ آية : 16 ] الذين كذبوا بالقرآن وتولى يعني وأعرض عن
الإيمان
الليل : ( 17 ) وسيجنبها الأتقى
) وسيجنبها ( يعني النار ، يقول : يجنب الله النار ) الأتقى ) [ آية : 17 ] يعني أبا
بكر الصديق
الليل : ( 18 ) الذي يؤتي ماله . . . . .
) الذي يؤتي ماله يتزكى ) [ آية : 18 ] يعني يتصلح
الليل : ( 19 ) وما لأحد عنده . . . . .
) وما لأحد عنده من نعمة تجزى ) [ آية : 19 ] وأيضاً ، وذلك أن أبا بكر ، رضي الله عنه ، وأرضاه مر على بلال
المؤذن ، وسيدة أمية بن خلف الجمحي يعذبه على الإسلام ، ويقول : لا أدعك حتى تترك
دين محمد ، فيقول بلال : أحد أحد .

الصفحة 492