كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 494
93
سورة الضحى
مكية ، عددها إحدى عشرة آية كوفى
تفسير سورة الضحى من الآية ( 1 ) إلى الآية ( 11 ) .
الضحى : ( 1 ) والضحى
قوله : ( والضحى ) [ آية : 1 ]
الضحى : ( 2 ) والليل إذا سجى
) واليل إذا سجى ) [ آية : 2 ] أقسم الله عز وجل ،
فقال : والضحى يعني حر الشمس وهي أول ساعة من النهار حين تطلع الشمس ، وبالليل
إذا سجى ، يعني إذا غطى بهيمه ضوء النهار ، فأقسم الله عز وجل ببدو الليل والنهار ،
فقال :
الضحى : ( 3 ) ما ودعك ربك . . . . .
) ما ودعك ربك ( يا محمد ) وما قلى ) [ آية : 3 ] يعني وما مقتك ، وذلك أن
جبريل ، عليه السلام ، لم ينزل على محمد ( صلى الله عليه وسلم ) أربعين يوماً ، ويقال : ثلاثة أيام ، فقال :
مشركوا العرب من أهل مكة : لو كان من الله للتتابع عليه الوحى ، كما كان يفعل بمن
كان قبله من الأنبياء ، فقد ودعه الله وتركه صاحبه ، فما يأتيه ، فقال المسلمون : يا رسول
الله ، فما نزل عليك الوحي ؟ قال : كيف ينزل على الوحي ، وأنتم لا تنقون براجمكم ، ولا
تقلمون أظفاركم ، قال : أقسم الله بهما ، يعني بالليل والنهار ، فقال : ما ودعك ربك ، يا
محمد ، وما قلى ، يقول : وما مفتك ، لقولهم قد ودعه ربه وقلاه ، فلما نزل جبريل ، عليه
السلام ، قال له النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ' يا جبريل ، ما جئت حتى اشتقت إليك ' ، فقال جبريل ، عليه
السلام : أنا كنت إليك أشد شوقاً لكرامتك على الله عز وجل ، ولكني عبد مأمور ،
)( وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا ( من الدنيا ) وما خلفنا ( من الآخرة
) وما بين ذلك ( ، يعنى بين الدنيا والآخرة بين النختين ، وهي أربعون سنة .
ثم قال : ( وما كان ربك نسيا ) [ مريم : 64 ] ، يقول : لم ينسك ربك يا محمد ،
الضحى : ( 4 ) وللآخرة خير لك . . . . .
) وللآخرة ( يعني الجنة ) خير لك من الأولى ) [ آية : 4 ] يعني من الدنيا ، يعني أنه قد

الصفحة 494