كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)
صفحة رقم 499
التين : ( 7 ) فما يكذبك بعد . . . . .
قوله : ( فما يكذبك بعد بالدين ) [ آية : 7 ] يقول : ما يكذبك ، أيها الإنسان ، يعني عدي
بن ربيعة بالدين ، يعني بالبعث بعد الصورة الحسنة والشباب ، وبعد الهرم ، وفيه نزلت هذه
الآية ، يقول : يكذبك بالقيامة ، فيقول الله : الذي فعل ذلك به قادر على أن يبعثه
فيحاسبه ، ثم قال :
التين : ( 8 ) أليس الله بأحكم . . . . .
) أليس الله بأحكم الحكمين ) [ آية : 8 ] على أن يحكم بينك وبين أهل
مكة ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ' بلى ، وانا على ذلك من الشاهدين ، يا أحكم الحاكمين ' ،
يعني يا أفصل الفاصلين ، يقول : يفصل بينك يا محمد وبين أهل التكذيب ، وكل شئ في
القرآن أليس الله يقول : أنا الله .
حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، حدثنا الهذيل ، حدثنا مقاتل ، عن أبي عبيدة ، عن أنس بن
مالك ، قال :
من شاب رأسه في الإسلام ، ولحيته كانت له بكل شعرة حسنة ، وصارت
كل شعرة فيه نوراً يوم القيامة .
حدثنا عبد الله ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا الهذيل ، عن خالد الزيات ، عن من
حدثه ، عن أنس بن مالك ، عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، قال :
المولود حتى يبلغ الحنث ، ما عمل من
حسنة كتبت لوالديه ، وما عمل من سيئة لم تكتب عليه ، ولا على والديه ، فإذا بلغ
الحنث ، وجرى عليه القلم أمر الملكان اللذان معه أن يتحفظا وأن يسددا ، فإذا بلغ أربعين
سنة في الإسلام أمنه الله عز وجل من البلايا الثلاثة من الجنون والجذام والبرص ، فإذا بلغ
الخمسين خفف عنه حسابه ، فإذا بلغ الستين رزقه الله عز وجل الإتابة إليه ، فإذا بلغ
السبعين أحبه أهل السماء ، فإذا بلغ الثمانين كتب له حسناته ، وتجاوز عن سيئاته ، فإذا
بلغ التسعين غفر له ما تقدم من ذنبه ، وما تأخر ، وشفع في أهل بيته ، وسمى عبد الله أسير
الله في أرضه ، فإذا بلغ أرذل العمر ) لكيلا يعلم من بعد علم شيئا ) [ الحج : 5 ] كتب
له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير ، وإن عمل سيئة لم تكتب عليه ' .