كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)
صفحة رقم 502
فأراد بذلك أن يذل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأنزل فيه يذله ، فقال : لئن لم ينته عنك ، وعن
مقالته الشرك ) لنسفعا بالناصية ( ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ' رأيت أبا جهل في طمطام من
نار يجر على وجهه في نار جهنم على جبال من جمر فيطرح في أوديتها ، فيقول : بأبي
محمد وأمي لقد كان ناصحاً لي ، وأراد بي خيراً ، ولكني كنت مسيئاً إلى نفسي ، وأردت
به شراً ، رب ردني إلى قومي ، فأؤمن به ، وآمر بني مخزوم أن يؤمنوا به .
العلق : ( 19 ) كلا لا تطعه . . . . .
قال : ( كلا لا نطعه واسجد واقترب ) [ آية : 19 ] لأنهم كانوا يبدؤون بالسجود ، ثم
بعد السجود بالركوع ، ثم بعد الركوع بالقيام ، فكانوا يقومون ، ويطلبون المسألة من
آلهتهم فأمر الله تعالى أن يسجدوا ويقتربوا ، فكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يسجد ، ثم يركع ، ثم
يقوم ، فيدعو الله تعالى ويحمد فخالف الله تعالى على المشركين بعد ذلك ، فأمر النبي ( صلى الله عليه وسلم )
أن يبدأ بالقيام ، ثم بالركوع ، ثم السجود .
قال : ( فليدع ناديه ( يعني ناصره ) سندع الزبانية ( يعني خزنة جهنم أرجلهم في
الأرضين السفلى ورءوسهم في السماء ) كلا لا تطعه ( يقول للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) :
لا تطع أبا
جهل في أن تترك الصلاة ، ) واسجد ( يقول : وصل لله عز وجل ) واقترب ( إليه
بإطاعة ، فلما سمع أبو جهل ذكر الزبانية ، قال : قد جاء وعد الله وانصرف عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ،
وقد كان هم به ، فلا رجع قالوا له : يا أبا الحكم خفته ؟ قال : لا ، ولكني خفت الزبانية .