كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 51
يتزوجها بغير مهر ، وهي أم شريك بنت جابر بن ضباب بن حجر من بني عامر بن
لؤي ، وكانت تحت أبي الفكر الأزدي ، وولدت له غلامين شريكاً ومسلماً ، ويذكرون
أنه نزل عليها دلو من السماء فشربت منه ، ثم توفى عنها زوجها أبو الفكر ، فوهبت
نفسها للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فلم يقبلها ، ولو فعله لكان له خاصة دون المؤمنين .
فإن وهبت امرأة يهودية أو نصرانية أو أعرابية نفسها فإنه لا يحل للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) أن
يتزوجها ، ثم قال : ( خالصة لك ( الهبة يعني خاصة لك ، يا محمد ) من دون المؤمنين ( لا تحل هبة المرأة نفسها بغير مهر لغيرك من المؤمنين ، وكانت أم شريك قبل
أن تهب نفسها بغير للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) امرأة أبي الفكر الأزدي ، ثم الدوسي من رهط أبي
هريرة .
ثم أخبر الله عن المؤمنين ، فقال : ( قد علمنا ما فرضنا عليهم ( يعني ما أوجبنا على
المؤمنين ) في أزواجهم ( ألا يتزوجوا إلا أربع نسوة بمهر وبينة ) و ( أحللنا لهم
) وما ملكت أيمانهم ( يعني جماع الولاية ) لكيلا يكون عليك ( يا محمد
) حرج ( في الهبة بغير مهر فيها تقديم ) وكان الله غفورا رحيما ) [ آية : 50 ]
غفوراً في التزويج بغير مهر للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) رحيماً في تحليل ذلك له .
تفسير سورة الأحزاب من الآية ( 51 ) إلى الآية ( 52 ) .
الأحزاب : ( 51 ) ترجي من تشاء . . . . .
ثم قال تعالى : ( ترجي من تشاء منهن ( توقف من بنات العم والعمة والخال والخالة
فلا تزوجها ) وتئوى ( يعني وتضم ) إليك من تشاء ( منهن فتتزوجها فخير الله عز
وجل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في تزويج القرابة ، فذلك قوله تعالى : ( ومن ابتغيت ( منهن فتزوجتها
) ممن عزلت ( منهن ) فلا جناح ( يعني فلا حرج ) عليك ذلك أدنى ( يقول : ذلك
أجدر ) أن تقر أعينهن ( يعني نساء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) التسع اللاتي اخترنه ، وذلك أنهن قلن
لو فتح الله مكة على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فسيطلقنا غير عائشة ويتزوج أنسب منا ، فقال الله عز
وجل : ( ولا يحزن ( إذا علمن أنك لا تزوج عليهن إلا ما أحللنا لك من تزويج

الصفحة 51