كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 525
106
سورة قريش
مكية ، عددها أربع آيات
تفسير سورة قريش من الآية ( 1 ) إلى الآية ( 4 ) .
قريش : ( 1 ) لإيلاف قريش
) لإيلف قريشٍ ) [ آية : 1 ] وذلك أن قريشاً كانوا تجاراً يختلفون إلى الأرض ، ثم
سميت قريش ، وكانوا يمتارون في الشتاء من الأردن ، وفلسطين ، لأن ساحل البحر أدفا ،
فإذا كان الصيف تركوا طريق الشتاء والبحر من أجل الحر ، وأخذوا إلى اليمن للميرة ،
فشق عليهم الاختلاف لهم ولا تجارة قد قطعناها عنهم ، فذلك :
قريش : ( 2 ) إيلافهم رحلة الشتاء . . . . .
) إلفهم رحلة الشتاء
والصيف ) [ آية : 2 ] فقذف الله عز وجل في قلوب الحبشة أن يحملوا الطعام في السفن
إلى مكة للبيع ، فحملوا إليهم فجعل أهل مكة يخرجون إليهم بالإبل والحمير ، فيشترون
الطعام على مسيرة يومين من مكة ، وتتابع ذلك عليهم سنين ، فكفاهم الله مؤنة الشتاء
والصيف .
قريش : ( 3 ) فليعبدوا رب هذا . . . . .
ثم قال : ( فليعبدوا رب هذا البيت ) [ آية : 3 ] لأن رب هذا البيت كفاهم مؤنة
الخوف والجوع ، فليألفوا العبادة له ، كما ألفوا الحبشة ، ولم يكونوا يرجونهم ،
قريش : ( 4 ) الذي أطعمهم من . . . . .
) الذي أطعمهم من جوع ( حين قذف في قلوب الحبشة أن يحملوا إليهم الطعام في السفن
) وءامنهم من خوفٍ ) [ آية : 4 ] يعني القتل والسبي ، وذلك أن العرب في الجاهلية كان
بقتل بعضهم بعضاً ، ويغير بعضهم على بعض ، فكان الله عز وجل يدفع عن أهل الحرم ،
ولا يسلط عليهم عدواً ، فذلك قوله : ( وءامنهم من خوفٍ ( .
وأيضاً ) لإيلف قريشٍ ( يقول : لا ميرة لقريش ، ولا اختلاف ، وذلك أن قريشاً
كانت لا تأتيهم التجار ، ولا يهتدون إليهم ، فكانت قريش تمتار لأهلها الطعام من الشام
في الشتاء ، ومن اليمن في الصيف ، وذلك أنهم كانوا في الشتاء ينطلقون إلى الشام
يمتاروا الطعام لأهلهم ، فإذا جاء الصيف انطلقوا إلى اليمن ، فكانت لهم رحلتان في الشتاء

الصفحة 525