كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 53
النبي إلا من وراء حجاب ، فذلك قوله : ( وإذا سألتموهن متعاً فسئلوهن من وراء حجابٍ
ذلكم أطهر لقلوبكم ( من الريبة ) وقلوبهن ( وأطهر لقلوبهن من الريبة ، فقال طلحة
بن عبيد الله القرشي من بني تيم بن مرة : ينهانا محمد أن ندخل على بنات عمنا ، يعني
عائشة ، رضي الله عنها ، وهما من بني تيم بن مرة ، ثم قال في نفسه : والله ، لئن مات
محمد وأنا حي لأتزوجن عائشة ، فأنزل الله تعالى في قول طلحة بن عبيد الله ) وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما ) [ آية : 53 ] لأن الله جعل نساء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) على المؤمنين في الحرمة كأمهاتهم .
فمن ثم عظم الله تزويجهن على المؤمنين ، ثم أعلمهم الله أنه يعلم سرهم وعلانيتهم ،
فقال :
الأحزاب : ( 54 ) إن تبدوا شيئا . . . . .
) إن تبدوا ( إن تظهروا ) شيئا ( من أمركم يعني طلحة لقوله يمنعنا محمد من
الدخول على بنات عمنا ، فأعلن هذا القول ، ثم قال : ( أو تخفوه ( يعني أو تسروه في
قلوبكم يعني قوله : لأتزوجن عائشة بعد موت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ) فإن الله كان بكل شيءٍ ( من
السر والعلانية ) عليما ) [ آية : 54 ] .
تفسير سورة الأحزاب من الآية ( 55 ) إلى الآية ( 58 ) .
الأحزاب : ( 55 ) لا جناح عليهن . . . . .
ثم رخص في الدخول على نساء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من غير حجاب لأهل القرابة ، فقال :
( لا جناح ( يعني لا حرج ) عليهن ( في الدخول على نساء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ( في ءابائهن
ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ( يعني كل حرة
مسلمة ) ولا ما ملكت أيمنهن ) يعني عبيد نساء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أن يدخلوا عليهن من غير
حجاب أن يكون منهن ، أو منهم من لا يصلح ، فقال لهن : ( واتقين الله ( في دخولهم
عليكن ) إن الله كان على كل شيءٍ ) ) من أعمالكم ( ( شهيداً ) [ آية : 55 ] لم يغيب
عن الله عز وجل من يدخل عليهن إن كان منهن ، أو منهم ما لا يصلح .
الأحزاب : ( 56 ) إن الله وملائكته . . . . .
) إن الله وملئكته يصلون على النبي ( ( صلى الله عليه وسلم ) ، أما صلاة الرب عز وجل فالمغفرة للنبي

الصفحة 53