كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 54
( صلى الله عليه وسلم ) ، وأما صلاة الملائكة فالاستغفار للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، ثم قال تعالى : ( يأيها الذين ءامنوا صلوا
عليه ( يعني استغفروا للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) ) وسلموا تسليما ) [ آية : 56 ] فلما نزلت هذه الآية
قال المسلمون : هذه لك ، يا رسول الله ، فما لنا ؟ فنزلت : ( هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما ) [ الأحزاب :
43 ] .
الأحزاب : ( 57 ) إن الذين يؤذون . . . . .
) إن الذين يؤذون الله ورسوله ( يعني محمداً ( صلى الله عليه وسلم ) نزلت في اليهود من أهل المدينة ،
وكان أذاهم لله عز وجل أن زعموا أن لله ولداً ، وأنهم يخلقون كما يخلق الله عز وجل
يعني التماثيل والتصاوير ، وأما أذاهم للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فإنهم زعموا أن محمداً ساحر مجنون
شاعر كذاب ) لعنهم الله في الدنيا والآخرة ( يعني باللعنة في الدنيا العذاب والقتل
والجلاء ، وأما في الآخرة فإن الله يعذبهم بالنار ، فذلك قوله عز وجل : ( وأعد لهم عذابا مهينا ) [ آية : 57 ] يعني عذاب الهوان .
الأحزاب : ( 58 ) والذين يؤذون المؤمنين . . . . .
) والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتناً (
والبهتان ما لم يكن ) وإثما مبينا ) [ آية : 58 ] يعني بيناً ، يقال : نزلت في علي بن أبي
طالب ، رضي الله عنه ، وذلك أن نفراً من المنافقين كانوا يؤذونه ويكذبون عليه ، وأن
عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، قال في خلافته لأبي بن كعب الأنصاري إني قرأت
هذه الآية : ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات ( إلى آخر الآية ، فوقعت مني كل
موقع ، والله إني لأضربهم وأعاقبهم ، فقال له أبي بن كعب ، رحمه الله : إنك لست منهم
إنك مؤدب معلم .
تفسير سورة الأحزاب من الآية ( 59 ) إلى الآية ( 62 ) .
الأحزاب : ( 59 ) يا أيها النبي . . . . .
) يأيها النبي قل لأزوجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلبيبهن ( يعني القناع
الذي يكون فوق الخمار وذلك أن المهاجرين قدموا المدينة ومعهم نساؤهم ، فنزلوا مع
الأنصار في ديارهم فضاقت الدور عنهم ، وكان النساء يخرجن بالليل إلى النخل فيقضين

الصفحة 54