كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 55
حوائجهن ، يعني البراز ، فكان المريب يرصد النساء بالليل ، فيأتيها فيعرض عليها
ويغمزها ، فإن هويت الجماع أعطاها أجرها ، وقضى حاجته ، وإن كانت عفيفة صاحت
فتركها ، وإنما كانوا يطلبون الولايد ، فلم تعرف الأمة في الحرة بالليل ، فذكر نساء
المؤمنين ذلك لأزواجهن ، وما يلقين بالليل من الزناة ، فذكروا ذلك للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأنزل الله
عز وجل : ( يأيها النبي قل لأزوجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلبيبهن (
يعني القناع فوق الخمار ) ذلك أدنى ( يعني أجدر ) أن يعرفن ( في زيهن أنهن لسن
بمربيات ، وأنهن عفايف ، فلا يطمع فيهن أحد ) فلا يؤذين ( بالليل ) وكان الله غفورا ( في تأخير العذاب عنهم ) رحيما ) [ آية : 59 ] حين لا يعجل عليهم بالعقوبة .
الأحزاب : ( 60 ) لئن لم ينته . . . . .
ثم أوعدهم ، فقال للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ( لئن لم ينته المنفقون ( عن نفاقهم ) والذين في قلوبهم مرض ( الفجور وهم الزناة ، ثم نعتهم بأعمالهم الخبيثة ، فقال : ( والمرجفون في المدينة ( يعني المنافقين كانوا يخبرون المؤمنين بالمدينة بما يكروهون من عدوهم ،
يقول : لئن لم ينتهوا عن الفجور والإرجاف والنفاق ) لتغرينك ( يا محمد ) بهم (
يقول : لنحملنك على قتلهم ) ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ) [ آية : 60 ] .
الأحزاب : ( 61 ) ملعونين أينما ثقفوا . . . . .
ونجعلهم ) ملعونين أينما ثقفوا ( فأوجب لهم اللعنة على كل حال أينما وجدوا
وأدركوا ) أخذوا وقتلوا تفتيلاً ) [ آية : 61 ] يقول : خذوهم واقتلوهم قتالاً ، فانتهوا
عن ذلك مخافة القتل .
الأحزاب : ( 62 ) سنة الله في . . . . .
) سنة الله في الذين خلوا من قبل ( هكذا كانت سنة الله في أهل بدر القتل ،
وهكذا سنة الله في هؤلاء الزناة وفي المرجفين القتل ، إن لم ينتهوا ) ولن تجد لسنة الله تبديلا ) [ آية : 62 ] يعني تحويلاً لأن قوله عز وجل حق في أمر القتل .
تفسير سورة الأحزاب من الآية ( 62 ) إلى الآية ( 68 ) .
الأحزاب : ( 63 ) يسألك الناس عن . . . . .
) يسئلك الناس عن الساعة ( يعني القيامة ، وذلك أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كان يخطب ، فسأله
رجل عن الساعة ، فأوحى الله عز وجل إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ( قل إنما علمها عند الله وما يدريك

الصفحة 55