كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 57
الأحزاب : ( 70 ) يا أيها الذين . . . . .
) يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ) [ آية : 70 ] يعني قولاً عدلاً ، وهو
التوحيد .
الأحزاب : ( 71 ) يصلح لكم أعمالكم . . . . .
) يصلح لكم ( يعني يزكي لكم ) أعملكم ( بالتوحيد ) ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله ( محمداً ) فقد فاز فوزا عظيما ) [ آية : 71 ] يقول : قد نجا بالخير
وأصاب منه نصيباً وافراً .
تفسير سورة الأحزاب من الآية ( 72 ) إلى الآية ( 73 ) .
الأحزاب : ( 72 ) إنا عرضنا الأمانة . . . . .
) إنا عرضنا الأمانة ( وهي الطاعة ) على السماوات والأرض والجبال ( على الثواب
والعقاب إن أحسنت جوزيت ، وإن عصيت عوقبت ) فأبين أن يحملنها ( يعني الطاعة
على الثواب والعقاب ، فلم يطقنها ) وأشفقن منها ( وأشفقن من العذاب مخافة ترك
الطاعة ، فقيل لأدم ، عليه السلام : أتحملها بما فيها ، قال آدم : وما فيها ، قال الله عز وجل :
فلم يلبث في الجنة إلا قليلاً ، يعني ساعتين من يموه حتى عصى ربه عز وجل ، وخان
الأمانة ، فذلك قوله عز وجل : ( وحملها الإنسان ( يعني آدم ، عليه السلام ، ) إنه كان ظلوما ( لنفسه بخطيئته ) جهولا ) [ آية : 72 ] بعاقبه ما تحمل من الطاعة على الثواب
والعقاب .
الأحزاب : ( 73 ) ليعذب الله المنافقين . . . . .
) ليعذب الله المنفقين ( يقول : عرضنا الأمانة على الإنسان لكي يعذب الله المنافقين
) والمنافقت والمشركين والمشركات ( بما خانوا الأمانة وكذبوا الرسل ، ونقضوا
الميثاق الذي أفروا به على أنفسهم ، يوم أخرجهم من ظهر آدم ، عليه السلام ، حين قال
عز وجل : ( ألست بربكم قالوا بلى ) [ الأعراف : 172 ) ، فنقضوا هذه المعرفة وتركوا
الطاعة يعني التوحيد ) ويتوب الله ( يقول : ولكي يتوب الله ) على المؤمنين والمؤمنات ( بما وفوا بالأمانة ولم ينقضوا الميثاق ) وكان الله غفورا ( لذبوبهم
) رحيما ) [ آية : 73 ] بهم .

الصفحة 57