كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 6
أن الروم قد غلبوا أهل فارس ، ففرح المسلمون بذلك ، فذلك قوله تبارك وتعالى :
( ويومئذ يفرح المؤمنون 2 )
الروم : ( 5 ) بنصر الله ينصر . . . . .
( 2 بنصر الله ينصر من يشاء ( فنصر الله عز وجل
الروم على فارس ، ونصر المؤمنين على المشركين يوم بدر .
قال أبو محمد :
سألت أبا العباس ثعلب عن البضع والنيف ، فقال البضع : من ثلاث إلى
تسع ، والنيف : من واحد إلى خمسة ، وربما أدخلت كل واحدة على صاحبتها فتجوز
مجازها ، فأخذ أبو بكر الصديق ، رضي الله عنه ، الخطر من صفوان بن أمية ، والنبي ( صلى الله عليه وسلم )
بالحديبية مقيم حين صده المشركين عن دخول مكة ، ) وهو العزيز ( يعني المنيع في
ملكه ) الرحيم ) [ آية : 5 ] بالمؤمنين حين نصرهم .
الروم : ( 6 ) وعد الله لا . . . . .
) وعد الله لا يخلف الله وعده ( وذلك أن الله عز وجل وعد المؤمنين في أول السورة
أن يظهر الروم على فارس حين قال تعالى : ( وهم من بعد غلبهم سيغلبون ( على
أهل فارس ، وذلك قوله عز وجل : ( وعد الله لا يخلف الله وعده ( بأن الروم تظهر على
فارس ، ) ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) [ آية : 6 ] يعني كفار مكة .
الروم : ( 7 ) يعلمون ظاهرا من . . . . .
) يعلمون ظهراً من الحيوة الدنيا ( يعني حرفتهم وحيلتهم ، ومتى يدرك زرعهم ، وما
يصلحهم في معايشهم لصلاح دنياهم ، ) وهم عن الأخرة هم غفلون ) [ آية : 7 ] حين لا
يؤمنون بها ، ثم وعظهم ليعتبروا ، فقال تعالى :
تفسير سورة الروم من الآية ( 8 ) إلى الآية ( 10 ) .
الروم : ( 8 ) أو لم يتفكروا . . . . .
) أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق ( يقول
سبحانه : لم يخلقهما عبثاً لغير شيء خلقهما لأمر هو كائن ، ) وأجل مسمى ( يقول :
السموات والأرض لهما أجل ينتهيان إليه ، يعني يوم القيامة ) وإن كثيرا من الناس (
يعني عز وجل كفار مكة ، ) بلقائ ربهم ( بالبعث بعد الموت ) لكفرون ) [ آية : 8 ] .
ثم خوفهم فقال عز وجل :

الصفحة 6