كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 9
الروم : ( 21 ) ومن آياته أن . . . . .
) ( ومن ءايته ( يعني علاماته أن تعرفوا توحيده ، وإن لم تروه ) أن خلق لكم من أنفسكم ( يعني بعضكم من بعض ) أزوجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم ( وبين
أزواجكم ) مودة ( يعني الحب ) ورحمة ( ليس بينها وبينه رحم ) إن في ذلك لآيات ( يعني إن في هذا الذي ذكر لعبرة ) لقوم يتفكرون ) [ آية : 21 ] فيعتبرون في
توحيد الله عز وجل .
الروم : ( 22 ) ومن آياته خلق . . . . .
) ومن ءايته ( يعني ومن علامة الرب عز وجل ، أنه واحد فتعرفوا توحيده بصنعه
أن ) خلق السماوات والأرض ( وأنتم تعلمون ذلك ، كقوله سبحانه : ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ) [ الزمر : 38 ] ) واختلف ألسنتكم ( عربي
وعجمي وغيره ) و ( اختلاف ) وألوانكم ( أبيض وأحمر وأسود ) إن في ذلك
لأيتٍ ( يعني أن في هذا الذي ذكر لعبرة ) للعلمين ) [ آية : 22 ] في توحيد الله عز
وجل .
الروم : ( 23 ) ومن آياته منامكم . . . . .
) ومن ءايته ( يعني ومن علامات الرب تعالى أن يعرف توحيده بصنعه ، ) منامكم
باليل ( يعني النوم ، ثم قال : ( و ( ب ) والنهار وابتغاؤكم من فضله ( يعني الرزق
) إن في ذلك لأيتٍ ( يعني إن في هذا الذي ذكر لعبرة ) لقوم يسمعون (
[ آية : 23 ] المواعظ ، فيوحدون ربهم عز وجل .
الروم : ( 24 ) ومن آياته يريكم . . . . .
) ومن ءايته ( يعني ومن علاماته أن تعرفوا توحيد الرب جل جلاله بصنعه ، وإن
لم تروه ) يريكم البرق خوفا ( من الصواعق لمن كان بأرض ، نظيرها في الرعد
) وطمعا ( في رحمته ، يعني المطر ) وينزل من السماء ماء ( يعني المطر ، ) فيحي به (
بالمطر ) الأرض ( بالنبات ) بعد موتها إن في ذلك ( يعني عز وجل في هذا الذي
ذكر ) لايت ( يعني لعبرة ) لقوم يعقلون ) [ آية : 24 ] عن الله عز وجل ،
فيوحدونه .
الروم : ( 25 ) ومن آياته أن . . . . .
) ومن ءايته ( يعني علاماته أن تعرفوا توحيد الله تعالى بصنعه ) أن تقوم السماء والأرض ( يعني السماوات السبع والأرضين السبع ؛ قال ابن مسعود :
قامتا على غير عمد
) يأمره ثم إذا دعاكم ( يدعو إسرافيل ( صلى الله عليه وسلم ) من صخرة بيت المقدس في الصور عن أمر
الله عز وجل ) دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون ) [ آية : 25 ] وفي هذه كله الذي ذكره
من صنعه عبرة وتفكراً في توحيد الله عز وجل ، ثم عظم نفسه تعالى ذكره ، فقال :

الصفحة 9