كتاب الطبقات الكبرى ط العلمية (اسم الجزء: 3)

أبو نعيم ومعن بْن عِيسَى الأشجعي القزاز وهشام بْن مُحَمَّد بْن السائب بْن بشير الكلبي عن أَبِيهِ. وغيرهم من اهل العلم والنسب. فكل هَؤُلَاء قد أخبرني فِي تسمية أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومن كان بعدهم من التابعين من أَهْل الفقه والرواية للحديث بشيء. فجمعت ذلك كله وبينت من أمكنني تسميته منهم فِي موضعه.
الطبقة الأولى على السابقة فِي الْإِسْلَام مِمَّنْ شهِدَ بدرًا مِنَ الْمُهاجِرِينَ الأولين الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ. ومن الأنصار الَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ. ومن حلفائهم جميعًا ومواليهم. ومن ضرب له رسول الله.
ص. بسهمه وأجره. شهدها من المهاجرين من بني هاشم بْن عَبْد مناف بْن قصي بْنُ كِلابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ. وَإِلَى فِهْرٍ اجتماع قريش. ابن مالك بن النضر بن كنانة بْن خُزَيْمة بْن مدركة بْنُ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ معد بن عدنان من بني إسماعيل بن إبراهيم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
1- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
الطيب المبارك سيد المسلمين وإمام المتقين رسول رب العالمين ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ بن عبد مناف بن قصي. وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بْنُ كِلابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لؤي ابن غالب بن فهر.
وَكَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الولد القاسم. وبه كان يكنى. ولد له قبل أن يبعث - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وعبد الله وهو الطيب وهو الطاهر. سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنَّهُ وُلِدَ فِي الإِسْلامِ.
وَزَيْنَبَ وأم كلثوم ورقية وفاطمة. وأمهم كلهم خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. وهي أول امرأة تزوجها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وإبراهيم ابن رسول الله.
ص. وأمه مارية القبطية. بعث بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المقوقس صاحب الإسكندرية.
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ. قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ أَكْبَرُ وَلَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْقَاسِمُ. ثُمَّ زَيْنَبُ. ثُمَّ عَبْدُ اللَّهِ. ثُمَّ أُمُّ كُلْثُومٍ. ثُمَّ فَاطِمَةُ. ثُمَّ رُقْيَةُ. فَمَاتَ الْقَاسِمُ. وَهُوَ أَوَّلُ مَيِّتٍ مِنْ وَلَدِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمَكَّةَ.
ثُمَّ مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ: لَقَدِ انْقَطَعَ نَسْلُهُ فَهُوَ أَبْتَرُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ» الكوثر: 3. ثُمَّ وَلَدَتْ لَهُ مَارِيَةُ بِالْمَدِينَةِ إِبْرَاهِيمَ فِي

الصفحة 4