كتاب الإحاطة في أخبار غرناطة (اسم الجزء: 3)

إن هام من ظمإ الصّبابة صحبه ... نهلوا بمورد دمعه المسكوب «1»
في كلّ شعب منية من دونها ... هجر الأماني أو لقاء شعوب
هلّا عطفت صدورهنّ إلى التي ... فيها لبانة أعين وقلوب
فتؤمّ من أكناف يثرب مأمنا ... يكفيك ما تخشاه من تثريب
حيث النبوّة آيها مجلوّة ... تتلو من الآثار كلّ غريب
سرّ غريب لم تحجّبه «2» الثّرى ... ما كان سرّ الله بالمحجوب
يا سيّد الرّسل الكرام ضراعة ... تقضي منى «3» نفسي وتذهب حوبي «4»
عاقت ذنوبي عن جنابك والمنى ... فيها تعلّلني بكل كذوب
لا كالألى «5» صرفوا العزائم للتّقى ... فاستأثروا منها بخير نصيب
لم يخلصوا لله حتى فرّقوا ... في الله بين مضاجع وجنوب
هب لي شفاعتك التي أرجو بها ... صفحا جميلا عن قبيح ذنوبي
إنّ النجاة وإن أتيحت لامرىء ... فبفضل جاهك ليس بالتّسبيب
إني دعوتك واثقا بإجابتي ... يا خير مدعوّ وخير مجيب
قصّرت في مدحي فإن يك طيّبا ... فبما لذكرك من أريج الطّيب
ماذا عسى يبغي المطيل وقد حوى ... في مدحك القرآن كلّ مطيب
يا هل تبلّغني الليالي زورة ... تدني إليّ الفوز بالمرغوب؟
أمحو خطيئاتي بإخلاصي بها ... وأحطّ أوزاري وإصر ذنوبي «6»
في فتية هجروا المنى وتعوّدوا ... إنضاء كلّ نجيبة ونجيب «7»
يطوي صحائف ليلهم فوق الفلا ... ما شئت من خبب ومن تقريب «8»

الصفحة 388