كتاب الإحاطة في أخبار غرناطة (اسم الجزء: 3)

إن رنّم الحادي بذكرك ردّدوا ... أنفاس مشتاق إليك طروب
أو غرّد الرّكب الخليّ بطيبة ... حنّوا لمغناها حنين النّيب
ورثوا اعتساف البيد عن آبائهم ... إرث الخلافة في بني يعقوب
الطاعنون الخيل وهي عوابس ... يغشى مثار النّقع كلّ سبيب «1»
والواهبون المقربات هواتنا ... من كلّ خوّار العنان لعوب «2»
والمانعون الجار حتى عرضهم ... في منتدى الأعداء غير معيب
تخشى بوادرهم ويرجى حلمهم ... والعزّ شيمة مرتجى ومهيب
ومنها بعد كثير «3» :
سائل به طامي العباب وقد سرى ... تزجى بريح» العزم ذات هبوب
تهديه شهب أسنّة وعزائم ... يصدعن ليل الحادث المرهوب
حتى انجلت ظلم الضّلال بسعيه ... وسطا الهدى بفريقها المغلوب
يا ابن الألى شادوا الخلافة بالتقى ... واستأثروك بتاجها المعصوب
جمعوا بحفظ الدين آي مناقب ... كرموا بها في مشهد ومغيب
لله مجدك طارفا أو تالدا ... فلقد شهدنا منه كلّ عجيب
كم رهبة أو رغبة لك والعلا ... تقتاد بالتّرغيب والتّرهيب
لا زلت مسرورا بأشرف دولة ... يبدو الهدى من أفقها المرقوب
تحيي المعالي غاديا أو رائحا ... وجديد سعدك ضامن المطلوب
وقال من قصيدة خاطبه بها عند وصول هديّة ملك السودان «5» ، وفيها الحيوان الغريب المسمى بالزّرافة «6» : [الكامل]
قدحت يد الأشواق من زندي ... وهفت بقلبي زفرة الوجد
ونبذت سلواني على ثقة ... بالقرب فاستبدلت بالبعد
ولربّ وصل كنت آمله ... فاعتضت منه مؤلم الصّدّ
لا عهد عند الصبر أطلبه ... إنّ الغرام أضاع من عهدي

الصفحة 389