كتاب الإحاطة في أخبار غرناطة (اسم الجزء: 3)

يلحى العذول فما أعنّفه ... وأقول: ضلّ فأبتغي رشدي
وأعارض النّفحات أسألها ... برد الجوى فتزيد في الوقد
يهدي الغرام إلى مسالكها ... لتعلّلي بضعيف ما تهدي
يا سائق الوجناء «1» معتسفا ... طيّ الفلاة لطيّة الوجد
أرح الرّكاب ففي الصّبا نبأ ... يغني عن المستنّة الجرد «2»
وسل الرّبوع برامة خبرا ... عن ساكني نجد وعن نجد
ما لي تلام على الهوى خلقي ... وهي التي تأبى سوى الحمد
لأبيت إلّا الرّشد مذ وضحت ... بالمستعين معالم الرّشد
نعم الخليفة «3» في هدى وتقى ... وبناء عزّ شامخ الطّود
نجل السّراة الغرّ شأنهم ... كسب العلا بمواهب الوجد
ومنها في ذكر خلوصه إليه، وما ارتكبه فيه «4» :
لله منّي إذ تأوّبني ... ذكراه وهو بشاهق فرد
شهم يفلّ بواترا «5» قضبا ... وجموع أقيال أولي أيد «6»
أوريت زند العزم في طلبي ... وقضيت حقّ المجد من قصدي
ووردت عن ظمإ مناهلة ... فرويت من عزّ ومن رفد «7»
هي جنّة المأوى لمن كلفت ... آماله بمطالب المجد
لو لم أعلّ بورد كوثرها ... ما قلت: هذي جنّة الخلد
من مبلغ قومي ودونهم ... قذف النّوى وتنوفة «8» البعد
أني أنفت على رجائهم ... وملكت عزّ جميعهم وحدي

الصفحة 390