كتاب الإحاطة في أخبار غرناطة (اسم الجزء: 3)

ومنها:
ورقيمة الأعطاف حالية ... موشيّة بوشائح «1» البرد
وحشيّة الأنساب ما أنست ... في موحش البيداء بالقود «2»
تسمو بجيد بالغ صعدا ... شرف الصّروح بغير ما جهد
طالت رؤوس الشامخات به ... ولربما قصرت عن الوهد
قطعت إليك تنائفا وصلت ... آسادها «3» بالنّصّ والوخد «4»
تخدي «5» على استصعابها ذللا ... وتبيت طوع القنّ والقدّ «6»
بسعودك اللائي ضمنّ لنا ... طول الحياة بعيشة رغد
جاءتك في وفد الأحابش لا ... يرجون غيرك مكرم الوفد
وافوك أنضاء تقلّبهم ... أيدي السّرى بالغور والنّجد
كالطّيف يستقري مضاجعه ... أو كالحسام يسلّ من غمد
يثنون بالحسنى التي سبقت ... من غير إنكار ولا جحد
ويرون لحظك من وفادتهم ... فخرا على الأتراك والهند
يا مستعينا جلّ في شرف ... عن رتبة المنصور والمهدي
جازاك ربّك عن خليقته ... خير الجزاء فنعم ما يسدي «7»
وبقيت للدنيا وساكنها ... في عزّة أبدا وفي سعد
وقال يخاطب «8» صدر الدولة فيما يظهر من غرض المنظوم «9» : [الكامل]
يا سيّد الفضلاء دعوة مشفق ... نادى لشكوى البثّ خير سميع
ما لي وللإقصاء بعد تعلّة ... بالقرب كنت لها أجلّ شفيع

الصفحة 391