كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 3)

يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ» .
قَالَ: فَقَالَ: أَعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ هَؤُلاءِ.
فَأَعَادَهُنَّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ، وَقَوْلَ السَّحَرَةِ، وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ، فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ كَلِمَاتِكَ هَؤُلاءِ، وَلَقَدْ بَلَغْنَ قَامُوسَ الْبَحْرِ، هَاتِ يَدَكَ [1] أُبَايِعْكَ عَلَى الإِسْلامِ. فَبَايَعَهُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] [2] : «وَعَلَى قَوْمِكَ» ؟
قَالَ: وَعَلَى قَوْمِي.
فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً، فَمَرُّوا بِقَوْمِهِ، فَقَالَ صَاحِبُ الْجَيْشِ: هَلْ أَصَبْتُمْ مِنْ هَؤُلاءِ شَيْئًا؟.
فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: أَصَبْتُ مَطْهَرَةً.
فَقَالَ: رَدُّوهَا، فَإِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمُ ضِمَادٍ [3]
. ذكر الحوادث في السنة العاشرة من النبوة
[وفاة أبي طالب]
[4] منها: موت أبي طالب، فإنه توفي للنصف من شوال في هذه السنة، وهو ابن بضع وثمانين سنة.
ولما مرض أبو طالب دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام.
__________
[1] في الدلائل: «فهلم يدك» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وأوردناه من أ.
[3] الخبر أخرجه مسلم في صحيحة: 7- كتاب الجمعة (13) باب تخفيف الصلاة والخطبة، الحديث (46) ص (593) ، ودلائل النبوة 1/ 223، والبداية والنهاية 3/ 36.
[4] طبقات ابن سعد 1/ 122، وسيرة ابن هشام 2/ 417- 418، والروض الأنف 1/ 258، والبداية والنهاية 3/ 122، والنويري 16/ 277، والسيرة الحلبية 1/ 466، والسيرة الشامية 2/ 563، والكامل لابن الأثير 1/ 606، دلائل النبوة للبيهقي 2/ 351.

الصفحة 7