كتاب شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (اسم الجزء: 3)

576-
وذاك في اسم الجنس والمشار له ... قل ومن يمنعه فانصر عاذله
"وذاك" أي: التعري من الحروف "في اسم الجنس والمشار له قل ومن يمنعه" فيهما أصلا ورأسا "فانصر عاذله" بالذال المعجمة أي: لائمه على ذلك، فقد سمع في كل منهما ما لا يمكن رد جميعه؛ فمن ذلك في اسم الجنس قولهم: "أطرق كرا"1، و"افتد مخنوق"2، و"أصبح ليل"، وفي الحديث، "ثوبي حجر" وفي اسم الإشارة قوله "من الطويل":
874-
إذا هملت عيني لها قال صاحبي ... بمثلك هذا لوعة وغرام
__________
1 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في جمهرة اللغة ص757؛ وزهر الأكم 2/ 38؛ ولسان العرب 10/ 47 "خرق"، 10/ 219 "طرق"، 11/ 314 "زول".
2 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في المستقصى 1/ 265؛ ومجمع الأمثال 2/ 28.
ويضرب في الحث على تخليص الرجل نفسه من الأذى والشدة.
874- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص1952؛ والدر 3/ 24؛ وشرح التصريح 2/ 165؛ وشرح عمدة الحافظ ص297؛ والمقاصد النحوية 4/ 235؛ وهمع الهوامع 1/ 174؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب 2/ 641.
شرح المفردات: هملت عيني: فاض دمعها. اللوعة: حرقة القلب.
المعنى: يقول: إذا فاضت عيني بالدموع قال لي صاحبي إن هذا لا يكون إلا نتيجة حرقة فؤاد وغرام شديدين.
الإعراب: "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. "هملت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "عيني": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "لها": جار ومجرور متعلقان بـ "هملت". "قال": فعل ماض. "صاحبي": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "بمثلك": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "هذا": منادى مبني في محل نصب. "لوعة": مبتدأ مرفوع. "وغرام": الواو حرف عطف، "غرام": معطوف على "لوعة" مرفوع.
وجملة: "إذا هملت عيني ... قال صاحبي" الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "هملت ... " في محل جر بالإضافة. وجملة "قال صاحبي" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم وجملة "بمثلك لوعة" في محل نصب مفعول به لـ "قال". وجملة النداء: " ... هذا" اعتراضية لا محل لها من الإعراب. =

الصفحة 18