كتاب شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (اسم الجزء: 3)

وهو التعريف فلا يلزم موافقته لمتبوعه فيهما، بل تبدل المعرفة من المعرفة نحو: {إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} 1 في قراءة الجر، والنكرة من النكرة نحو: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا، حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا} 2 والمعرفة من النكرة نحو: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، صِرَاطِ اللَّهِ} 3 والنكرة من المعرفة نحو: {لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ، نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ} 4 وأما الإفراد والتذكير وأضدادهما: فإن كان بدل كل وافق متبوعه فيها ما لم يمنع مانع من التثنية والجمع ككون أحدهما مصدرًا نحو: {مَفَازًا، حَدَائِقَ} 5 أو قصد التفصيل كقوله "من الطويل":
863-
وَكُنْتُ كَذِي رِجْلَينِ رِجْلٍ صَحِيحَةٍ ... وَرِجْل رَمَى فِيهَا الزَّمَانُ فَشَلَّتِ
وإن كان غيره من أنواع البدل لم يلزم موافقته فيها.
569-
وَمِنْ ضَمِيرِ الحَاضِرِ الظاهِرَ لا ... تُبْدِلهُ، إلا ما إحاطة جَلا
__________
1 إبراهيم: 1.
2 النبأ: 32.
3 الشورى: 52.
4 العلق: 15-16.
5 النبأ: 31، 32.
863- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص99؛ وأمالي المرتضى 1/ 46؛ وخزانة الأدب 5/ 211، 218؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 542؛ والكتاب 1/ 433؛ والمقاصد النحوية 4/ 204؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 3/ 68؛ والمقتضب 4/ 290.
المعنى: كنت كصاحب رجلين تمنيت لو شلت إحداهما حتى لا أبتعد عنها وأبقى ملازمًا لها.
الإعراب: وكنت "الواو": حسب ما قبلها، "كنت": فعل ماض وناقص مبني على السكون، و"التاء" ضمير متصل في محل رفع اسمها. كذي "الكاف": حرف جر، "ذي": اسم مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف. رجلين، مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، و"النون" عوض عن التنوين في الاسم المفرد. رجل: بدل مجرور بالكسرة. صحيحة: صفة مجرورة بالكسرة. ورجل: "الواو" عاطفة، "رجل": بدل اسم معطوف على "رجل مجرور بالكسرة. رمى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف. فيها: جار ومجرور متعلقان بالفعل "رمى". الزمان: فاعل مرفوع بالضمة. فشلت: "الفاء": عاطفة، "شلت": فعل ماض مبني للمجهول، مبني على الفتحة الظاهرة، و"التاء" للتأنيث، و"الفاعل": ضمير مستتر جوازًا تقديره هي.
وجملة "كنت ... ": بحسب الواو. وجملة "رمى الزمان": في محل جر صفة "رجل". وجملة "فشلت": معطوفة في محل جر.
والشاهد فيه قوله: "رجل صحيحة" و"رجل رمى" حيث أبدل المفرد من المثنى "بدل بعض من كل"، على إبدال التفصيل.

الصفحة 7