كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 11 @
فلما رأى معاوية أن فعله يصدق قوله كتب إلي عثمان أن أبا ذر قد ضيق علي وقد كان كذا وكذا للذي يقوله الفقراء فكتب إليه عثمان أن الفتنة قد أخرجت خطمها وعينيها ولم يبق إلا أن تثب فلا تنكأ القرح وجهز أبا ذر إلي وابعث معه دليلا وزوده وارفق به وكفكف الناس ونفسك ما استطعت وبعث إليه بابني ذر فلما قدم المدينة ورأي المجالس في أصل جبل سلع قال بشر أهل المدينة بغارة شعواء وحرب مذكار
ودخل علي عثمان فقال له ما لأهل الشام يشكون ذرب لسانك فأخبره فقال يا أبا ذر علي أن أقضي ما علي وأن أدعو الرعية إلي الاجتهاد والاقتصاد وما علي أن أجبرهم علي الزهد فقال أبو ذر لا ترضوا من الأغنياء حتى يبذلوا المعروف ويحسنوا إلي الجيران والاخوان ويصلوا القرابات فقال كعب الأحبار وكان حاضرا من أدى الفريضة فقد قضي ما عليه فضربه أبو ذر فشجه وقال له يا بن اليهودية ما أنت وما ها هنا فاستوهب عثمان كعبا فوهبه فقال أبو ذر لعثمان تأذن لي في الخروج من المدينة فإن رسول الله أمرني بالخروج منها إذا بلغ البناء سلعا
فإذن له فنزل الربذة وبني بها مسجدا وأقطعه عثمان صرمة من الإبل وأعطاه مملوكين وأجري عليه كل يوم عطاء وكذلك علي رافع بن خديج وكان قد خرج أيضا عن المدينة لشيء سمعه وكان أبو ذر يتعاهد المدينة مخافة أن يعود أعرابيا وأخرج معاوية إليه أهله فخرجوا ومعهم جراب مثقل يد الرجل فقال انظروا إلي هذا الذي يزهد في الدنيا ما عنده فقالت امرأته والله ما هو دينار ولا درهم ولكنها فلوس كان إذا خرج عطاؤه ابتاع منه فلوسا لحوائجنا ولما نزل الربذة أقيمت الصلاة وعليها رجل يلي الصدقة فقال تقدم يا أبا ذر فقال لا تقدم أنت فإن رسول الله قال لي أسمع وأطع وإن كان عليك عبد مجدع فأنت عبد ولست بأجدع وكان من رقيق الصدقة اسمه مجاشع
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة زاد عثمان النداء الثالث يوم الجمعة علي الزوراء

الصفحة 11