كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 15 @
يزدجرد من جور وهي أردشير خره في سنة ثلاثين فوجه ابن عامر في أثره مجاشع بن مسعود وقيل هرم بن حيان العبدي وقيل هرم بن حيان اليشكري فاتبعه إلي كرمان فهرب يزدجرد إلي خراسان وأصاب مجاشع بن مسعود ومن معه الثلج والدمق واشتد البرد وكان الثلج قيد رمح فهلك الجند وسلم مجاشع ورجل معه جارية فشق بطن بعير فأدخلها فيه وهرب فلما كان الغد جاء فوجدها حية فحملها فسمي ذلك القصر قصر مجاشع لأن جيشه هلكوا فيه وهو علي بعد خمسة فراسخ أو ستة من الشيرجان من أعمال كرمان هذا علي قول من يقول إن هرب يزدجرد من فارس كان هذه السنة
وأما سبب قتله علي ما تقدم ذكره من فتح فارس وخراسان فقد اختلف الناس في سبب قتله فقيل إنه هرب من كرمان في جماعة يسيرة إلي مرو ومعه خرزاد أخو رستم فرجع عنه إلي العراق ووصي به ماهويه مرزبان مرو فسأله يزدجرد مالا فمنعه فخافه أهل مرو علي أنفسهم فارسلوا إلي الترك يستنصروهم عليه فأتوه فبيتوه فقتلوا أصحابه فهرب يزدجرد ماشيا إلي شط المرغاب فأوي إلي بيت رجل ينقر الأرحاء فلما نام قتله
وقيل بل بيته أهل مرو ولم يستنصروا بالترك فقتلوا أصحابه وهرب منهم فقتله النقار وتبعوا أثره إلي بيت الذي ينقر الأرحاء فأخذوه وضربوه فأقر بقتله فقتلوه وأهله وكان يزدجرد قد وطئ امرأة بها فولدت له غلاما ذاهب الشق ولدته بعد قتله فسمي المخدج فولد له أولاد بخراسان فوجد قتيبة بن مسلم حين افتتح الصعد وغيرها جاريتين من ولد المخدج فبعث بهما أو بإحداهما إلي الحجاج فبعث بها إلي الوليد بن عبد الملك فولدت للوليد يزيد بن الوليد الناقص
وأخرج يزدجرد من النهر وجعل في تابوت وحمل إلي إصطخر فوضع في ناووس هناك
وقيل إن يزدجرد هرب بعد وقعة نهاوند إلي أرض أصبهان وبها رجل يقال له مطياز كان قد أصاب من العرب شيئا يسيرا فصار له بها محل كبير فأتي مطياز يزدجرد

الصفحة 15