كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 16 @
ذات يوم زائرا فحجبه بوابه ليستأذن له فضربه وشجه أنفة وحمية لحجبه إياه فدخل البواب علي يزدجرد مدمي فلما نظر إليه أفظعه ذلك فرحل عن أصبهان من ساعته فأتي الري فخرج إليه صاحب طبرستان وعرض عليه بلاده وأخبره بحصانتها وقال له إن أنت لم تجبني يومك هذا ثم أتيتني بعد ذلك فلم أقبلك ولم أراك فلم يجبه
وقيل مضي من فوره ذلك إلي سجستان ثم سار إلي مرو في ألف فارس وقيل بل قصد فارس فأقام بها أربع سنين ثم أتي كرمان فأقام بها سنتين أو ثلاثا فطلب إليه دهقانه شيئا فلم يجبه فجره برجله وطرده عن بلاده فسار إلي سجستان فأقام بها نحوا من خمس سنين ثم عزم علي قصد خراسان ليجمع الجموع ويسير بهم إلي العرب فسار إلي مرو ومعه الرهن من أولاد الدهاقين ومعه في رؤسائهم فزخزاد فلما قدم مرو كاتب ملوك الصين وملك فرغانة وملك كابل وملك الخرز يستمدهم وكان الدهقان يومئذ بمرو ماهوية أبو براز فوكل ماهويه بمرو ابنه براز ليحفظهما ويمنع عنها يزدجرد خوفا من مكره فركب يزدجرد يوما وطاف بالمدينة وأراد دخولها من بعض أبوابها فمنعه براز فصاح به أبوه ليفتح الباب فلم يفعل وأومأ إليه أبوه أن لا يفعل ففطن له رجل من أصحاب يزدجرد فأعلمه بذلك واستأذنه في قتله وقال إن فعلت صفت لك الأمور بهذه الناحية فلم يأذن له وقيل أراد يزدجرد صرف الدهقنة عن ماهوية إلي صنجان ابن أخيه فبلغ ذلك ماهويه فعمل في هلاك يزدجرد فكتب إلي نيزك طرخان يخبره أن يزدجرد وقع إليه مفلولا يدعوه إلي القدوم عليه ليتفقا علي قتله ومصالحة العرب عليه وضمن له إن فعل أن يعطيه كل يوم ألف درهم فكتب نيزك إلي يزدجرد يعده المساعدة علي العرب وأنه يقدم عليه بنفسه إن أبعد عسكره وفرخزاد عنه فاستشار يزدجرد أصحابه فقال له سنجان لست أري أن تبعد عنك أصحابك وفرخزاد وقال أبو براز أري أن تتألف نيزك وتجيبه إلي ما سأل فقبل رأيه وفرق عنه جنده وأمر فرخزاد أن يأتي أجمة سرخس فصاح فرخزاد وشق جيبه وتناول عمودا بين يديه يريد ضرب أبي براز به وقال يا قتلة الملوك قتلتم ملكين وقال أظنكم قاتلي هذا
ولم يبرح فرخزاد حتى كتب له يزدجرد بخط يده أنه آمن وأنه قد أسلم يزدجرد

الصفحة 16