كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 17 @
وأهله وما معه إلي ماهويه وأشهد بذلك
وأقبل نيزك فلقيه يزدجرد بالمزامير والملاهي أشار عليه بذلك أبو براز فلما لقيه تأخر عنه أبو براز فاستقبله نيزك ماشيا ويزدجرد علي فرس له فأمر له يزدجرد بجنيبة من جنائبه فركبها فلما توسط عسكره توافقا فقال له نيزك فيما يقول زوجني إحدى بناتك حتى أناصحك في قتال عدوك
فسبه يزدجرد فضربه نيزك بمقرعته وصاح يزدجرد غدر الغادر وركض منهزما وقتل أصحاب نيزك أصحاب يزدجرد وانتهي يزدجرد من هزيمته إلي مكان من نواحي مرو فنزل عن فرسه ودخل إلي بيت طحان فمكث فيه ثلاثة أيام لم يأكل طعاما فقال له الطحان أخر أيها الشقي فكل طعاما فقد جعت
فقال لست أصل إلي ذلك إلا بزمزمة
وكان عند الطحان رجل يزمزم فكلمه الطحان في ذلك ففعل وزمزم له فأكل فلما رجع المزمزم سمع بذكر يزدجرد فسأل عن حليته فوصفوه له فأخبرهم به وبحليته فأرسل إليه أبو براز رجلا من الأساورة وأمره بخنقه وإلقائه في النهر وأتي الطحان فضربه ليدله عليه فلم يفعل وجحده فلما أراد الانصراف عنه قال له بعض أصحابه إني لأجد ريح مسك ونظر إلي طرف ثوبه من ديباج في الماء فجذبه فإذا هو يزدجرد فسأله أن لا يقتله ولا يدل عليه وجعل له خاتمه ومنطقته وسواره فقال له أعطني أربعة دراهم وأخلي عنك فلم يكن معه وقال إن خاتمي لا يحصي ثمنه فخذه فأبي عليه فقال له يزدجرد قد كنت أخبر أني سأحتاج إلي أربعة دراهم وأضطر إلي أن يكون أكلي أكل الهر فقد رأيت ذلك ثم نزع أحد قرطيه فأعطاه الطحان ليستر عليه وأرادوا قتله فقال ويحكم إنا نجد في كتبنا أنه من قتل الملوك عاقبه الله بالحريق في الدنيا فلا تقتلوني واحملوني إلي الدهقان أو إلي العرب فإنهم يستبقون مثلي
فأخذوا ما عليه من الحلي وخنقوه بوتر القوس وألقوه في الماء فجري به الماء حتى انتهي إلي فوهة الرزيق فتعلق بعود فأخذه أسقف مرو وجعله في تابوت ودفنه
وسأل أبو براز عن أحد القرطين وأخذ الذي دل عليه فضربه حتى أتي علي نفسه

الصفحة 17