كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 18 @
وقيل بل سار يزدجرد من كرمان قبل ورود العرب إليها نحو مرو علي الطبسين وقهستان في أربعة آلاف فلما قارب مرو لقيه قائدان يقال لأحدهما براز وللآخر سنجان وكانا متباغضين فسعي براز بسنجان حتى هم يزدجرد بقتله وأفشي ذلك إلي امرأة من نسائه كان براز واطأها ففشا الحديث فجمع سنجان أصحابه وقصد قصر يزدجرد فهرب براز وخاف يزدجرد فهرب براز وخاف يزدجرد فهرب أيضا إلي رحى علي فرسخين من مرو فدخل بيت نقار الرحى فأطعمه الطحان فطلب منه شيئا فأعطاه منطقته فقال إنما يكفيني أربعة دراهم فلم يكن معه ثم نام يزدجرد فقتله الطحان بفأس كان معه وأخذ ما عليه وألقي جيفته في الماء وشق بطنه وثقله وسمع بقتله مطران كان بمرو فجمع النصارى وقال قتل ابن شهريار وإنما شهريار بن شيرين المؤمنة التي قد عرفتم حقها وإحسانها إلي أهل ملتنا مع ما نال النصارى في ملك جده أنوشروان من الشرف فينبغي أن نحزن لقتله ونبني له ناووسا فأجابوه إلي ذلك وبنوا له ناووسا وأخرجوا جثته وكفنوها ودفنوها في الناووس
وكان ملكه عشرين سنة منها أربع سنين في دعة وست عشرة سنة في تعب من محاربة العرب إياه وغلظتهم عليه وكان آخر من ملك من آل أردشير بن بابك وصفا الملك بعده للعرب
$ ذكر مسير ابن عامر إلي خراسان وفتحها $
لما قتل عمر بن الخطاب نقض أهل خراسان وغدروا فلما افتتح ابن عامر فارس قام إليه حبيب بن أوس التميمي فقال له أيها الأمير إن الأرض بين يديك ولم يفتح منها إلا القليل فسر فإن الله ناصرك
قال أو لم نؤمر بالمسير وكره أن يظهر أنه قبل رأيه
وقيل إن ابن عامر لما فتح فارس عاد إلي البصرة واستخلف علي إصطخر شريك بن الأعور الحارثي فبني شريك مسجد إصطخر فلما دخل البصرة أتاه الأحنف بن قيس وقيل غيره فقال له إن عدوك منك هارب ولك هائب والبلاد واسعة فسر فإن الله ناصرك ومعز دينه فتجهز وسار واستخلف علي البصرة زيادا وسار إلي كرمان فاستعمل عليها مجاشع بن مسعود السلمي وله صحبة وأمره بمحاربة أهلها وكانوا

الصفحة 18