كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 19 @
قد نكثوا أيضا واستعمل علي سجستان الربيع بن زياد الحرثي وكانوا أيضا قد غدروا ونقضوا الصلح وسار ابن عامر إلي نيسابور وجعل علي مقدمته الأحنف بن قيس فأتي الطبسين وهما حصنان وهما بابا خراسان فصالحه أهلهما وسار إلي قهستان فلقيه أهلها وقاتلهم حتى ألجأهم إلي حصنهم وقدم عليها ابن عامر فصالحه أهلها علي ستمائة ألف درهم وقيل كان المتوجه إلي قهستان أمير بن أحمر اليشكري وهي بلاد بكر بن وائل وبعث ابن عامر سرية إلي رستاق زام من أعمال نيسابور ففتحه عنوة وفتح باخرز من أعمال نيسابور أيضا وفتح جوين من أعمال نيسابور أيضا
ووجه ابن عامر الأسود بن كلثوم العدوى من عدي الرباب وكان ناسكا إلي بيهق من أعمالها أيضا فقصد قصبته ودخل حيطان البلد من ثلمة كانت فيه ودخلت معه طائفة من المسلمين فأخذ العدو عليهم تلك الثلمة فقاتل الأسود حتى قتل هو وطائفة ممن معه وقام بأمر الناس بعده أخوه أدهم بن كلثوم فظفر وفتح بيهق وكان الأسود يدعو الله أن يحشره من بطون السباع والطير فلم يواره أخوه ودفن من استشهد من أصحابه وفتح ابن عامر بشت من نيسابور وهذه بشت بالشين المعجمة وليست ببست التي بالسين المهملة تلك من بلاد الداون وهذه من خراسان من نيسابور
وافتتح خواف واسفراين وارغيان ثم قصد نيسابور بعدما استولي علي أعمالها وافتتحها فحصر أهلها أشهرا وكان علي كل ربع منها مرزبان للفرس يحفظه فطلب صاحب ربع من تلك الأرباع الأمان علي أن يدخل المسلمين المدينة فأجيب إلي ذلك فأدخلهم ليلا ففتحوا الباب وتحصن مرزبانها الأكبر في حصنها ومعه جماعة وطلب الأمان والصلح علي جميع نيسابور فصالحه علي ألف ألف درهم وولي نيسابور قيس بن الهيثم السلمي
وسير جيشا إلي نسا وأبيورد فافتتحوها صلحا وسير سرية أخري إلي سرخس مع عبد الله بن خازم السلمي فقاتلوا أهلها ثم طلبوا الأمان والصلح على

الصفحة 19