كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 2 @
وفي هذه السنة توفي زياد بن أبيه بالكوفة في شهر رمضان وكان سبب موته أنه كتب إلي معاوية إني قد ضبطت العراق بشمال وبيميني فارغة فاشملها بالحجاز فكتب له عهده علي الحجاز فبلغ أهل الحجاز فأتي نفر منهم عبد الله بن عمر بن الخطاب فذكروا ذلك فقال ادعوا الله عليه ثم استقبل القبلة ودعا ودعوا معه وكان من دعائه أن قال اللهم اكفنا شر زياد فخرجت طاعونة علي أصبع يمينه فمات منها فلما حضرته الوفاة دعا شريحا القاضي فقال له قد حدث ما تري قد أمرت بقطعها فأشر علي فقال له شريح إني أخشي أن يكون الأجل قد دنا فتلقي الله أجذم وقد قطعت يدك كراهية لقائه أو أن يكون في الأجل تأخير فتعيش أجذم وتعير ولدك فقال لا أبيت والطاعون في لحاف واحد
فخرج شريح من عنده فسأله الناس فأخبرهم فلاموه وقالوا هلا أشرت بقطعها فقال المستشار مؤتمن
وأراد زياد قطعها فلما نظر إلي النار والمكاوي جزع وتركه وقيل بل تركه لما أشار عليه شريح بتركه

الصفحة 2