كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 21 @
فسار الأقرع فلقي العدو بالجوزجان فكانت بالمسلمين جولة ثم عادوا فهزموا المشركين وفتحوا الجوزجان عنوة فقال ابن الغريزة النهشلي
( سقي صوب السحاب إذا استهلت ... مصارع فتية بالجوزجان )
( إلي القصرين من رستاق خوت ... أفادهم هناك الأقرعان )
وفتح الأحنف الطالقان صلحا وفتح الفارياب وقيل بل فتحها أمير بن أحمر ثم سار الأحنف إلي بلخ وهي مدينة طخارستان فصالحه أهلها علي أربعمائة ألف وقيل سبعمائة ألف واستعمل علي بلخ أسيد بن المتشمس ثم سار إلي خوارزم وهي علي نهر جيحون فلم يقدر عليها فاستشار أصحابه فقال له حضين بن المنذر قال عمرو بن معد يكرب
( إذا لم تستطع أمرا فدعه ... وجاوزه إلي ما تستطيع )
فعاد إلي بلخ وقد قبض أسيد صلحها ووافق وهو يجيبهم المهرجان فأهدوا له هدايا كثيرة من دراهم ودنتنير ودواب وأواني وثياب وغير ذلك
فقال لهم ما صالحناهم علي هذا فقالوا لا ولكن هذا نفعله في هذا اليوم بأمرائنا فقال ما أدري ما هذا ولعله من حقي ولكن أقبضه حتى أنظر
فقبضه حتى قدم الأحنف فأخبره فسألهم عنه فقالوا ما قالوا لأسيد فحمله إلي ابن عامر وأخبره عنه فقال خذه يا أبا بحر
قال لا حاجة لي فيه
فأخذه ابن عامر قال الحسن البصري فضمه القرشي وكان مضما ولما تم لابن عامر هذا الفتح قال له الناس ما فتح لأحد ما فتح عليك فارس وكرمان وسجستان وخراسان
فقال لا جرم لأجعلن شكري لله علي ذلك أن أخرج محرما من موقفي هذا
فأحرم بعمرة من نيسابور وقدم علي عثمان واستخلف علي خراسان قيس بن الهيثم فسار قيس بعد شخوصه في أرض طخارستان فلم يأت بلدا منها إلا صالحه أهله

الصفحة 21