كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 23 @
وقاتله أهلها فهزمهم وحصرهم فأرسل إليه مرزبانها ليصالحه واستأمنه علي نفسه ليحضر عنده فأمنه وجلس له الربيع علي جسد من أجساد القتلى واتكأ علي آخر وأمر أصحابه ففعلوا مثله فلما رآهم المرزبان هاله ذلك فصالحه علي ألف وصيف مع كل وصيف جام من ذهب ودخل المسلمين المدينة ثم سار منها إلي سناروذ وهي واد فعبره وأتي القرية التي بها مربط فرس رستم الشديد فقاتله أهلها فظفر بهم ثم عاد إلي زرنج وأقام بها نحو سنة وعاد إلي ابن عامر واستخلف عليها عاملا فأخرج أهلها العامل وامتنعوا فكانت ولاية الربيع سنة ونصفا
وسبي فيها أربعين ألف رأس وكان كاتبه الحسن البصري فاستعمل ابن عامر عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس علي سجستان فسار إليها فحصر زرنج فصالحه مرزبانها علي ألفي ألف درهم وألفي وصيف
وغلب عبد الرحمن علي ما بين زرنج والكش من ناحية الهند وغلب من ناحية الرخج علي ما بينه وبين الداون فلما انتهي إلي بلد الداون حصرهم في جبل الزوز ثم صالحهم ودخل علي الزوز وهو صنم من ذهب عيناه ياقوتتان فقطع يده وأخذ الياقوتتان ثم قال للمرزبان دونك الذهب والجوهر وإنما أردت أن أعلمك أنه لا يضر ولا ينفع وفتح كابل وزابلستان وهي ولاية غزنة ثم عاد إلي زرنج فأقام بها حتى اضطرب أمر عثمان فاستخلف عليها أمير بن أحمر اليشكري وانصرف فأخرج أهلها أمير بن أحمر وامتنعوا
ولأمير يقول زياد بن الأعجم
( لولا أمير هلكت يشكر ... ويشكر هلكى علي كل حال )

الصفحة 23