كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 25 @

$ ثم دخلت سنة اثنتين وثلاثين $
قيل في هذه السنة غزا معاوية بن أبي سفيان مضيق القسطنطينية ومعه زوجته عاتكة بنت قرظة وقيل فاختة
$ ذكر ظفر الترك وقتل عبد الرحمن بن ربيعة $
في هذه السنة انتصرت الخرز والترك علي المسلمين
وسببه أن الغزوات لما تتابعت عليهم تذامروا وتعايروا وقالوا كنا أمة لا يقرن بنا أحد حتى جاءت هذه الأمة القليلة فصرنا لا نقوم لها فقال بعضهم إن هؤلاء لا يموتون وما أصيب منهم أحد في غزوهم وقد كان المسلمون غزوهم قبل ذلك فلم يقتل منهم أحد فلهذا ظنوا أنهم لا يموتون فقال بعضهم أفلا تجربون
فكمنوا لهم في الغياض فمر بالكمين نفر من الجند فرموهم منها فقتلوهم فتواعد رؤوسهم إلي حربهم ثم اتعدوا يوما وكان عثمان قد كتب إلي عبد الرحمن بن ربيعة وهو علي الباب أن الرعية قد أبطرها البطنة فلا تقتحم بالمسلمين فإني أخشى أن يقتلوا
فلم يرجع ذلك عبد الرحمن عن مقصده فغزا نحو بلنجر وكان الترك قد اجتمعت مع الخزر فقاتلوا المسلمين قتالا شديدا وقتل عبد الرحمن وكان يقال له ذو النور وهو اسم سيفه فأخذ أهل بلنجر جسده وجعلوه في تابوت فهم يستسقون به ويستنصرون به فلما قتل انهزم الناس وافترقوا فرقتين فرقة نحو الباب فلقوا سلمان بن ربيعة أخا عبد الرحمن كان قد سيره سعيد بن العاص مددا للمسلمين بأمر عثمان فلما لقوه نجوا معه وفرقة نحو جيلان وجرجان فيهم سلمان الفارسي وأبو هريرة وكان في ذلك العسكر يزيد بن معاوية النخعي وعلقمة بن قيس ومعضد

الصفحة 25