كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 26 @
الشيباني وأبو مفرز التميمي في خباء واحد وعمرو بن عتبة وخالد بن ربيعة والحلحال بن دري والقرثع في خباء فكانوا متجاورين في ذلك العسكر وكان القرثع يقول ما أحسن لمع الدماء علي الثياب
وكان عمرو بن عتبة يقول لقباء عليه ما أحسن حمرة الدماء علي بياضك
ورأي يزيد بن معاوية أن غزالا جيء به إلي خبائه لم ير أحسن منه فلف في ملحفة ثم دفن في قبر لم ير أحسن منه عليه ثلاثة نفر قعود فلما أستيقظ واقتتل الناس رمي بحجر فهشم رأسه فمات فكأنما زين ثوبه بالدماء وليس بتلطيخ فدفن في قبر علي الصورة التي رأي
وقال معضد لعلقمة أعرني بردك أعصب به رأسي ففعل فأتي برج بلنجر الذي أصيب فيه يزيد فرماهم فقتل منهم وأتاه حجر عرادة ففضح هامته فأخذه أصحابه فدفنوه إلي جنب يزيد وأخذ علقمة البرد فكان يغسله فلا يخرج أثر الدم منه وكان يشهد فيه الجمعة ويقول يحملني علي هذا أن دم معضد فيه
وأصاب عمرو بن عتبة جراحة فرأي قباءة كما اشتهي ثم قتل
وأما القرثع فإنه قاتل حتى خرق بالحراب وما زال الناس ثبوتا حتى أصيب وكانت هزيمة الناس مع مقتله فبلغ الخبر بذلك عثمان فقال إنا لله وإنا إليه راجعون أتنكث أهل الكوفة اللهم تب عليهم واقبل بهم
وكان عثمان قد كتب إلي سعيد بن العاص أن ينفذ سلمان إلي الباب للغزو فسيره فلقي المهزومين علي ما تقدم فنجاهم الله به فلما أصيب عبد الرحمن استعمل سعيد سلمان بن ربيعة علي الباب واستعمل علي الغزو بأهل الكوفة حذيفة بن اليمان وأمدهم عثمان في سنة عشر بأهل الشام عليهم حبيب بن مسلمة فتأمر عليهم سلمان وأبو حبيب حتى قال أهل الشام لقد هممنا بضرب سلمان
فقال الكوفيون إذن والله نضرب حبيبا ونحبسه وإن أبيتم كثرة القتلى فينا وفيكم وقال أوس بن مغراء في ذلك
( إن تضربوا سليمان نضرب حبيبكم ... وإن ترحلوا نحو ابن عفان نرحل )

الصفحة 26