كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 27 @
( وإن تقسطوا فالثغر ثغر أميرنا ... وهذا أمير في الكتائب مقبل )
( ونحن ولاة الأمر كنا حماته ... ليالي نرمي كل ثغر ونعكل )
وأراد حبيب أن يتأمر علي صاحب الباب كما يتأمر أمير الجيش إذا جاء من الكوفة فكان ذلك أول اختلاف وقع بين أهل الكوفة و الشام
وغزا حذيفة ثلاث غزوات فقتل عثمان في الثالثة ولقيهم مقتل عثمان فقال حذيفة بن اليمان اللهم العن قتلته وشتامه اللهم إنا كنا نعاتبه ويعاتبنا فاتخذوا ذلك سلما إلي الفتنة اللهم لا تمتهم إلا بالسيوف
$ ذكر وفاة أبي ذر $
وفيها مات أبو ذر وكان قد قال لابنته استشرفي يا بنية هل ترين أحدا
قالت لا قال فما جاءت ساعتي بعد
ثم أمرها فذبحت شاه ثم طبختها ثم قال إذا جاءك الذين يدفنونني فإنه سيشهدني قوم صالحون فقولي لهم يقسم عليكم أبو ذر أن لا تركبوا حتى تأكلوا
فلما نضجت قدرها قال لها انظري هل ترين أحد قالت نعم هؤلاء ركب مقبلون قال استقبلي بي الكعبة ففعلت فقال بسم الله وبالله وعلي ملة رسول الله ثم مات فخرجت ابنته فتلقتهم وقالت رحمكم الله اشهدوا أبا ذر قالوا وأين هو فأشارت إليه قالوا نعم ونعمة عين لقد أكرمنا الله بذلك وكان فيهم ابن مسعود وقال صدق رسول الله يموت وحده ويبعث وحده
فغسلوه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه وقالت لهم ابنته إن أبا ذر يقرأ عليكم السلام وأقسم عليكم أن لا تركبوا حتى تأكلوا
ففعلوا وحملوا أهله معهم حتى أقدموهم مكة ونعوه إلي عثمان فضم ابنته إلي عياله وقال يرحم الله أبا ذر ويغفر له نزوله الربذة

الصفحة 27