كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 28 @
ولما حضروا شموا من الخباء ريح مسك فسألوها عنه فقالت إنه لما حضر قال إن الميت يحضره شهود يجدون الريح لا يأكلون فدوفي لهم مسكا بماء ورش به الخباء وكان النفر الذين شهدوه ابن مسعود وأبا مفرز وبكر بن عبد الله التميميين والأسود بن يزيد وعلقمة بن قيس ومالك الأشتر النخعيين والحلحال الضبي والحارث بن سويد التميمي وعمرو بن عتبة السلمي وابن ربيعة السلمي وأبا رافع المزني وسويد بن شعبة التميمي ويزيد بن معاوية النخعي وأخا القرثع الضبي وأخا معضد الشيباني
وقيل كان موته إحدى وثلاثين وقيل إن ابن مسعود لم يحمل أهل أبي ذر معه إنما تركهم حتى قدم علي عثمان بمكة فأعلمه بموته فجعل عثمان طريقه عليهم فحملهم معه
$ ذكر خروج قارن $
ثم جمع قارن جمعا كثيرا من ناحية الطبسين وأهل باذغيس وهراة وقهستان وأقبل في أربعين ألفا فقال قيس لابن خازم ما تري
قال أري أن تخلي البلاد فإني أميرها ومعي عهد من ابن عامر إذا كانت حرب بخراسان فأنا أميرها وأخرج كتابا كان قد افتعله عمدا فكره قيس منازعته وخلاه والبلاد وأقبل إلي ابن عامر فلامه ابن عامر وقال قد تركت البلاد خرابا وأقبلت قال جاءني بعهد منك قال فصار ابن خازم إلي قارن في أربعة آلاف وأمر الناس فحملوا الودك فلما قرب من قارن أمر الناس أن يدرج كل رجل منهم علي زج رمحه خرقة أو قطنا ثم يكثروا دهنه ثم سار حتى أمسي فقدم مقدمته ستمائة ثم اتبعهم وأمر الناس فأشعلوا النيران في أطراف الرماح فانتهت مقدمته إلي معسكر قارن نصف الليل فناوشوهم وهاج الناس علي دهش وكانوا آمنين من البيات
ودنا ابن خازم منهم فرأوا النيران يمنة ويسرة تتقدم وتتأخر وتنخفض وترتفع ولا يرون أحدا فهالهم ذلك ومقدمة ابن خازم يقاتلونهم ثم غشيهم ابن خازم بالمسلمين فقتل قارن فانهزم المشركون واتبعوهم يقتلونهم كيف شاؤوا وأصابوا سبيا كثيرا وكتب

الصفحة 28